صدر مرسوم الترشيح للمجلس المقبل، وبدأ الناس يقدمون على التسجيل ولكن من خلال زياراتي للدواوين وجدت ان هناك بعض التردد والهواجس بسبب التصريحات النارية التي تصدرها المعارضة التي تحاول ان تقرقع الطبول لإخافة الناس، مع انه لا حول لهم ولا قوة لو التزموا بالقانون، ولو اتخذت الحكومة اجراءات صارمة لمنعهم من هذه الزوابع التي يخلقونها.
كل ما اخشاه انهم يستمرئون السلطة اذا لم نكن حازمين معهم منذ البداية. يجب ان يعلموا ان الحكومة ستكون حازمة معهم عند اثارة اي قلاقل او تشويش على الانتخابات، فاذا كانوا صادقين حقا ويعتقدون انهم الاغلبية فلا داعي لمثل هذه التصريحات ولهم ان يثبتوا ذلك بنزولهم الى الانتخابات وليس الهروب بأعذار واهية لانهم يعلمون فشلهم، كما ان هذا التصرف دليل عن العجز والافلاس السياسي، لان من يلتزم بالدستور يعلم ان الترشيح والانتخاب حق اصلي لكل مواطن، ولا يجوز لاي انسان ان يضع اي عراقيل امام هذه العملية الديموقراطية، وكل من يخالف ذلك يجب ان يعاقب اشد العقاب.
نعم نحن بحاجة الى اثبات الوجود، وأن نعلمهم ان الشعب الكويتي قد مل من التصرفات غير القانونية ومن الادعاءات الواهية التي كشفت افلاس البعض وعدم قيامهم بواجباتهم كممثلين عن الامة او القيام بواجبهم الدستوري دون شطط او اثارة الفتنة او التهجم على السلطات بصورة شخصية لان مثل هذا الاسلوب دليل على الافلاس السياسي.
ويعتقد البعض ان الصراخ والعويل سيخيفان الناس، كلا وألف كلا، ان هذا التصرف هو تصرف من لا يؤدي واجباته الدستورية بأسلوب حضاري افترضه الدستور، وتوقع واضعو الدستور ان من يتقدم لتحمل مثل هذه الامانة يجب ان يتمتع بأخلاق راقية ولا يهاجم الناس دون سبب او دليل.
نعم المعركة الآن هي بين افراد الشعب، فهناك فئة تريد ان تسيطر على الاوضاع السياسية، ولكن الاغلبية يجب ان تتحرك بإصرار لتلبية نداء الوطن ولأمر صاحب السمو الامير لكي تواجه هذه الفئة وتعيدها الى حجمها الحقيقي في المجتمع.
فليدرك كل واحد منا ما يحيط بنا من مخاطر بسبب هذه الفئة التي طغت على معالم الديموقراطية واستبدت بجميع السلطات حتى وصل الامر الى صلاحيات صاحب السمو الامير، حتى لقد خالفوا اوامره ورفضوا تأجيل اجتماعهم حسب طلب سموه اثناء انعقاد مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الآسيوي في اكتوبر 2012 رغم انهم دائما يدعون أنهم سندا للحكم وهم من رجال الدولة والامير، ولكن اعمالهم نافقتهم كما رأيناها في مسيراتهم وتجمعاتهم وخطبهم ومظاهراتهم، وكله ولله الحمد مسجل من قبل اجهزة الاعلام ولا يمكن لهم انكار ذلك، فقد سمعناهم بآذاننا ورأيناهم بأم اعيننا.
فلنلملم صفوفنا وننسى الخلافات بيننا ونتوحد جميعنا من اجل الكويت، ومن اجل تطبيق الدستور نصا كما رآه واضعو الدستور، وكذلك ان تكون النفوس صافية ولا نحمل النصوص اكثر مما هي تحتمل ولا بد ان نعي ذلك تماما وأن نترشح للانتخابات بكل ايمان وصدق لنصرة وطننا وطاعة صاحب السمو الامير راعي الدستور وحاميه حفظه الله.
فنرجو من الحكومة ان تعد فريقا خاصا من رجال الامن لكي يرصدوا حركاتهم ويتصدوا لكل من تسول له نفسه ان يعرقل عملية الانتخابات لاننا مع الحق ويكفينا تسلطهم على امورنا الحياتية من دون حق لزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.
فليأت الى المجلس باذن الله رجال ونساء مؤمنون بحق هذا الوطن علينا، ويؤمنون بأن هناك اميرا للبلاد حفظه الله لا يجوز الخروج على اوامره بأي شكل من الاشكال ما دمنا مؤمنين بالدستور، ولنعد لمجلس الامة دوره الحقيقي ويتعاون مع السلطة التنفيذية حتى يتحقق لنا مستقبل افضل، ولنخرج من عنق الزجاجة التي اوجدتنا فيها هذه الفئة، لم يبتغوا طوال هذه السنين الا مصالحهم، ولنعزز مجتمعنا ونتخلص من الشوائب حتى يعود الصفاء والطمأنينة الى اهل الديرة والى اصحاب الوطن الذين عانوا الكثير من تصرفات هذه الفئة.
وعسى ان يوفقنا الله لنحقق ما في قلوبنا من آمال، ونرسم مستقبل الكويت بأسلوب حضاري مبني على التخطيط والتنمية والاستقرار والامان، وعسى ان يوفقنا الله ويحمي كويتنا وأميرنا من كل مكروه.