أصبحت الأجهزة المحمولة تقوم هذه الأيام بالكثير من المهام مثل التقاط الصور وعرض الأفلام وتنظيم المواعيد ولكن عاجلا أو آجلا ستنفد الطاقة الموجودة في هذا الجهاز مهما كان جيدا وفي الوقت نفسه فإن إبقاءه متصلا بمصدر الكهرباء المنزلية في الحائط ليس خيارا عمليا.
ولذلك فإن أصحاب الأجهزة الإلكترونية المحمولة سيحتاجون إلى شراء بطارية لها إن عاجلا أو آجلا. وعندما يحين وقت شراء البطارية هل من الضروري البحث عن الأسماء الشهيرة في عالم البطاريات لشرائها؟ الإجابة الموجزة هي: لا، سيسعد المستهلكون بهذه الإجابة لأنهم سيوفرون الكثير من المال عندما يشترون بطارية عادية لتشغيل أجهزتهم دون الحاجة إلى دفع المزيد من المال مقابل شراء البطاريات ذات العلامات التجارية الشهيرة. وتقول مؤسسة شتيفتونج فارينتيشت الألمانية المتخصصة في اختبار الأجهزة الإلكترونية المنزلية إن اختبارات عام 2010 أظهرت أنه لا يوجد أي اختلاف بين البطاريات الأصلية غالية الثمن والبطاريات المقلدة رخيصة الثمن، وأحيانا تكون البطاريات المقلدة أفضل، ولكن في كل الأحوال ينبغي توخي الحذر.
وتقول كريستيانه بويتشر تايدمان مديرة فريق الاختبارات في شتيفتونج فارينتيشت إن مجرد وجود التوصيلات في أماكنها بالنسبة للبطارية المقلدة لا يكفي للتأكد من صلاحيتها للجهاز «فإذا لم يكن نظام تشغيل البطارية سليما فإن البطارية يمكن أن تؤدي إلى إتلاف الجهاز بالكامل في أسوأ الحالات».
وهناك أسباب أخرى تدعو إلى التمسك بشراء البطاريات الأصلية، منها أنها دائما مناسبة للجهاز ولا تؤدي إلى فقدان ضمان الجهاز إلى جانب «أنني لن اضطر إلى الانشغال بالتفاصيل الفنية عندما أقوم بوضعها في الجهاز» وهو ما لا يحدث باستمرار في حالة البطارية المقلدة بحسب تايدمان. وتقول تايدمان إن واحدة من البطاريات المقلدة التي اختبرها فريقها كانت تعطي نصف كمية الطاقة المطلوبة والأخرى جاءت من دون أي معلومات فنية عن المنتج ويجب ألا يقبل المستهلك بمثل هذه البطاريات تحت أي ظرف. وتضيف أنه على الأشخاص الذين يشترون البطاريات المقلدة إدراك أنهم يخاطرون مخاطرة كبيرة لأن بعض الشركات التي تنتج مثل هذه البطاريات لا تلتزم بمعايير السلامة والجودة المطلوبة.
ويقول يورجن ريبيرجر من اتحاد صناعة الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية وتكنولوجيا المعلومات الألماني (في.دي.إي) إن البطاريات المقلدة طبق الأصل يمكن أن تكون الحل الأفضل «لأنك تستطيع استخدامها بدون مخاطرة في حالة واحدة فقط وهي أن يكون عليها خاتم الشركة المنتجة». ويقول إنه بغض النظر عن حقيقة أن فترة ضمان أي جهاز تنتهي بالفعل قبل أن تحتاج إلى الضمان، فالحقيقة أن الضمان يظل يفرض المسؤولية على الشركة المنتجة للجهاز. ولكن إذا استخدم مالك الجهاز بطارية غير أصلية وحدث أي عطل للجهاز أدى إلى إصابة المستخدم بجراح فلن تكون الشركة المنتجة مسؤولة بأي شكل عن هذه الأضرار بسبب هذه البطارية المقلدة.
ويقول بيتر جوتزايت الذي كان يعمل في إحدى شركات صناعة البطاريات قبل أن ينتقل إلى العمل في مجال اختبار البطاريات، إن درجة الجودة في هذا القطاع تتفاوت بشدة. ويستطرد «لقد شاهدت بعض البطاريات الشهيرة تصدر دخانا في حين أن بعضها ينفجر». ولكن بشكل عام فإن البطاريات في الكمبيوتر الدفتري وآلات التصوير والهواتف المحمولة لا تتعرض لضغوط شديدة ولذلك فمن غير المحتمل أن تحدث معها مشكلات سواء كانت أصلية أو مقلدة.