بقلم: سعد عطية الحربي
أسمع كغيري أن خيراتنا ليست لنا، حتى شاء القدر قبل أشهر أن أتحدث مع زميل مصري مخضرم سرد لي قصته المهنية منذ بدايتها في بلاده إلى هذا اليوم.
وما راع انتباهي منعطفه الذي كان في العام الدراسي 89 - 1990 حيث تم انتدابه إلى التدريس عبر مكتبنا الثقافي في مصر وكان له الخيار بالعمل في الكويت أو اليمن مع زيادة الأجر، واختار اليمن الذي على حد قوله كان بلدا يعيش فقرا شديدا، وفي خضم هذا الفقر يجد بعض المباني والدوائر الحكومية راقية البناء حسنة المنظر، مما جعله يتساءل عن سبب رقي تلك الدوائر في وسط هذا الفقر فتكون الإجابة الوحيدة الدائمة هذه صنائع حكومة الكويت.
وبما أن الزميل معلم فما أبهره في المقام الأول تجهيز المدارس بكل الوسائل الحديثة علاوة على المباني المدرسية الأكثر من رائعة.
وعند انتهاء عامه الأول والأخير في نفس الوقت بسبب الغزو تم إرساله إلى الكويت وهو يمني النفس برؤية ما عين رأت حيث التساؤل البديهي الذي يتبادر إلى الذهن، إذا كانت أفعال الكويت هذه في بلاد الغير، فكيف تكون هذه الدولة حتى وصل إلى ختام سرده بذوقه وأدبه بابتسامته التي تدل على الاحترام. فما هو شعورنا ونحن نجد مسؤولي التربية يتغنون ويرسمون الخطط وأبناؤهم يتعلمون في الخاص، ما موقفنا عندما نرى مسؤولي الصحة يتفاخرون بمستوى الطب المحلي ويعالجون هم بالخارج، ماذا نفعل عندما يظهر لنا مسؤولو الإسكان بتصاريح نارية بحل أزمة السكن والطلبات تعانق الـ 100 ألف طلب، حتى بدأت التصديق بوجود من يريد أن ينسينا أننا في دولة نفطية غنية وفائض الميزانية بالسنين الأخيرة وصل بفضل من الله إلى مليارات الدنانير، فيا من تريد العبث بمقدرات وخيرات الدولة، ارجع إلى التاريخ ليخبرك كيف انتهى زمن الإقطاع.