وقّعت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية امس مع الخطوط الجوية العراقية اتفاقية نهائية لإسقاط الدعاوى والأحكام عن الخطوط العراقية مقابل تعويض مالي يبلغ 500 مليون دولار.
ووقّع الاتفاقية من الجانب الكويتي رئيس مجلس ادارة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية سامي النصف ومن الجانب العراقي مستشار وزير النقل لشؤون الطيران كفاح حسن جبار.
وقال النصف في تصريح لـ «كونا» عقب مراسم التوقيع: ان «الجميع يعلم ان هناك قضايا كثيرة لاتزال عالقة بين الجانبين من ضمنها قضية التعويضات المالية للخطوط الجوية الكويتية من قبل الحكومة العراقية».
وأضاف «فقبل اشهر كانت هناك ارادة سامية من قبل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في الوصول الى اتفاق بمبلغ 500 مليون دولار مقابل إسقاط الدعاوى القضائية». وأشار الى انه سبق ان وقع الاتفاق الأولي بين وزيري مواصلات الكويت والعراق وتم تكليف «الكويتية» للتفاوض حول حل نهائي للقضية، موضحا انه تم توجيه دعوة للاخوة من العراق الى زيارة الكويت حيث كان هناك محضر رسم خريطة طريق قبل اللقاء في لندن بهدف الوصول الى اتفاق نهائي ينتهي بالتوجه الى المحاكم لإسقاط الدعاوى.
واضاف النصف ان هذا ما تم التوقيع عليه اليوم ومن ضمنه تحديد فترة منتصف يناير المقبل كي تدفع الحكومة العراقية المبلغ المتفق عليه لدى البنوك المعتمدة ليذهب الى ميزانية الكويت ثم تقوم الكويتية بسحب الدعوى من المحاكم.
وأوضح ان الاتفاق السابق كان يقوم على أساس ان يتم دفع المبلغ على مرحلتين 300 و 200 مليون دولار غير ان الاخوة في العراق وبعد الزيارة والتفاوض وافقوا على دفع 500 مليون دولار لإنهاء القضية.
وشدد النصف على ان اتفاق اليوم يعتبر بداية تاريخية للعلاقة بين البلدين حيث عكس ذلك وجود رغبة حقيقية على مستوى القيادتين السياسيتين والشعبين لطي صفحة الماضي.
وذكر «لا يعقل ان يزور الكويتي مشارق الدنيا ومغاربها ولا يزور العراق التي على حدوده وهي بلد الحضارة والأماكن المقدسة ونفس الشيء بالنسبة للعراقي الذي يذهب شرقا وغربا للتجارة وللأغراض الأخرى ولا يزو بلد منفتح مثل الكويت.
وأكد النصف ان «علاقات البلدين اصبحت تقوم على مبدأ «الربح ربح» بعدما جربت علاقة «الخسارة خسارة» عبر اكثر من 20 عاما وان الطرفين يدفعان أموالا باهظة لمكاتب المحاماة المكلفة بتلك القضايا ولا يحصلون الا القليل او النادر». وأعرب عن أمله ان ينسحب هذا الاتفاق على جميع المجالات لاسيما في القضايا العالقة مع العراق كملف العلامات الحدودية وتعويض المزارعين والحقول النفطية، مشيرا الى ان «ما يدفع من قبل البلدين على هذه القضايا عادة ما يكون اكبر مما يختلف عليه».
كما أعرب عن أمله في ان تعود العلاقة مع العراق الى ما كانت عليه خلال 400 عام حيث يجمع البلدان روابط النسب والدين والعروبة، لافتا الى ان «الكثير من الشباب الكويتي والعراقي يعتقد ان العلاقة بين البلدين ظلت دائما قائمة على التوتر والخلاف».
وردا على سؤال حول مستقبل الخطوط الجوية الكويتية أكد النصف انه يجري العمل بجهد كبير من اجل تغيير الصورة النمطية عن الكويتية والشروع في تحديث الأساطيل وتفعيل قضية الخصخصة ودفع الأموال لمن اراد ان يتقاعد وهذا ما سيخفف الأعباء على ميزانية الكويتية. وأوضح انه تم البدء بأمور كثيرة منها التركيز على العنصر البشري والكفاءة، معربا عن امله في ان تصبح الكويتية مثالا يحتذى في جميع القطاعات في الكويت الجديدة.
وابرز ان هناك جهودا للعمل على مسارين اولهما يخص كيفية نهوض الكويتية وثانيهما كيفية خدمة الكويتية لمرحلة نقل الكويت لتصبح المركز المالي الذي هو حلم القيادة السياسية ممثلة في صاحب السمو الأمير.
من جانبه، قال مستشار وزير النقل العراقي لشؤون الطيران كفاح حسن جبار لـ «كونا» انه «يوم تاريخي ليس في العلاقات التجارية بين المؤسستين العريقتين بل في علاقات البلدين والشعبين الشقيقين» معتبرا الاتفاق والتوقيع الذي تم اليوم فاتحة خير وخطوة عملية جادة تعبر عن حسن النوايا والإرادة الصادقة في اعادة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها.
وقال ان «التوقيع اليوم خطوة جادة لبلوغ الأهداف التي نسعى اليها كشعبين»، مضيفا ان «الجانبين العراقي والكويتي كان لديهما إصرار على تسوية هذا الخلاف وحله نهائيا حتى تنطلق وتعود العلاقات بين البلدين الى افضل مما كانت عليه».