- أمين الجميل: ليقل لنا حزب الله إلى من ينتمي للبنان أم لإيران؟
- الحريري يتهم حزب الله بتعريض لبنان للخطر الوجودي .. ومصادر 8 آذار ترد متهمة إياه بإعلان الحرب على فريق لبناني
بيروت ـ عمر حبنجر
تطورات لبنانية وسورية استثنائية سجلت أمس. لبنان يداعي النظام السوري والمعارضة معا أمام المنظمة الدولية والجامعة العربية، لاختراقهما السيادة اللبنانية بنيران المدافع والصواريخ والطائرات، وهذا يحصل لأول مرة. والولايات المتحدة تقرر رفع حظر السلاح عن المعارضة السورية، وهذا أخطر تطور تشهده الاحداث السورية في مرحلة ما بعد سقوط القصير.
فقد قرر الرئيس ميشال سليمان، بعد التشاور مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، إبلاغ مجلس الأمن الدولي بالاعتداءات السورية على الاراضي اللبنانية وتقديم شكوى الى جامعة الدول العربية على كل الاعتداءات والخروقات الحاصلة سواء من الجيش النظامي أو من الجيش الحر.
وقالت مصادر رئاسية إن طلب تقديم الشكوى أُبلغ الى وزير الخارجية عدنان منصور، الذي بدا غير متحمس لتقديم الشكوى، وقد رد على سؤال عن موقفه بالقول مازحا: الشكوى لغير الله مذلة.
ويذكر أن الوزير منصور سيغادر الى طهران يوم الجمعة 21 الجاري تلبية لدعوة رسمية من وزير خارجيتها محمد صالحي.
واستغربت مصادر حكومية دعوة صالحي للوزير منصور، الذي بات وزيرا في حكومة تصريف أعمال، وامتد الاستغراب الى كيفية تقبل الوزير الدعوة دون موافقة مجلس الوزراء.
وأساط بعبدا قالت ان الرئيس سليمان طلب الى الوزير منصور التشاور مع الرئيس ميقاتي في شأن صيغة شكوى توجه الى الجامعة العربية ومجلس الأمن حول الاختراقات السورية للاراضي اللبنانية، ورغب في أن تتضمن الرسالة الى الجامعة الخروقات من الجانبين السوريين، الجيش النظامي والجيش السوري الحر باعتبار أن الجامعة اعترفت بالحر، بينما لم تعترف الأمم المتحدة، فاقتصرت الشكوى اليها على الجيش النظامي.
وتردد في بعض وسائل الاعلام ان الوزير منصور الوثيق الصلة بدمشق وطهران، تردد في التجاوب مع توجيهات الرئيس، لكن مصادر بعبدا نفت ذلك في بيان لاحق أمس.
في هذه الأثناء تلقى منصور مذكرة من وزير خارجية سورية وليد المعلم، عبر السفير علي عبدالكريم علي، تؤكد حرص سورية على أمن لبنان!
وأثار هذا الموقف اللبناني الرسمي حفيظة القوى السياسية المتحالفة مع النظام السوري، وأول من انتقد موقف الرئيس سليمان النائب سليمان فرنجية، الذي قال في لقاء مع الـ« بي سي اي» إن الرئيس سليمان يريد أن يعمل بطلا على حساب قصف المروحية السورية لبلدة عرسال، وهو الذي لم يعط نفس الاهتمام لقصف الجيش السوري الحر لبلدة الهرمل بالصواريخ، أو للخروقات الإسرائيلية في الجنوب.
وذكّر فرنجية سليمان بأنه ما كان ليصبح قائدا للجيش ثم رئيسا للجمهورية لو لم يكن دعم سورية، ولولا موافقة فرنسا وقطر!
وأضاف فرنجية يقول: ان سليمان فقد الأمل من قوى 8 آذار. وحين اعتقد ان النظام السوري آيل للسقوط أخذ خياراته وربما أعطى وعودا والتزامات للدول الغربية.
فرنجية قال ان الرئيس سليمان يباهي «بإعلان بعبدا»، لتحييد لبنان، والذي هو عبارة عن تسوية سنيّة ـ شيعية على حساب المسيحيين بعد سقوط الأسد، لكنه أكد على وقوفه الى جانب نظام الأسد، وأعطى حزب الله حق التدخل في سورية أيديولوجيا ودينيا وسياسيا، وان من يريد تحييد لبنان الآن يريد لاحقا محاربة حزب الله بعد سقوط النظام السوري.
وفي موضوع علاقته بالعماد عون، قال انه بالنسبة لي أب وأخ، وشكر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لأنه قال عنه «ان فرنجية خصم أشرف من عون بثمانين مرة....» ونفى أن تكون عينه على رئاسة الجمهورية ورفض التمديد للرئيس سليمان وقال انه بين عود وسليمان وقهوجي يفضل عون لرئاسة الجمهورية.
في هذا الوقت تصاعدت الانتقادات ضد تورط حزب الله في سورية، وقد سأل رئيس الكتائب امين الجميل عن وجهة انتمائه هل هي للبنان أم لسورية أم لإيران؟
وانتقد توريطه لبنان في دخول الحرب السورية ومصادرته سلطات الدولة. وقال ان سلاح حزب الله هو المانع الأساسي للدولة.
وبالتزامن، اجتمعت قيادة 14 آذار واطلعت على المذكرة التي اعدتها لجنة الصياغة، تمهيدا الى رفعها للرئيس.
وقرر المجتمعون بحث خطة تحرك في مواجهة تورط حزب الله في سورية واعتداء النظام السوري على بلدة عرسال اللبنانية، كما بحثت التضامن مع اسرة الطالب هاشم السلمان القيادي في حزب الانتماء اللبناني الذي قتل امام السفارة الإيرانية والمشاركة بذكرى الأسبوع على وفاته، ويتوجه وفد من 14 آذار الى عرسال للتضامن والتحذير من الفتنة.
أعنف هجوم على حزب الله شنه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري محذرا من أن لبنان يقترب من حافة الخطر الوجودي، بما يهدد رسالته وقيم التنوع الثقافي والمذهبي في العمق.
هذا الهجوم الكاسح للحريري لم يغب عن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة يوم الجريح عصر امس، والذي تحدث فيه عن معركة القصير وعن دور حزب الله في اخراج الجرحى السوريين ومعالجتهم.
واعتبرت صحيفة «السفير» القريبة من اجواء 8 آذار كلام الحريري بمثابة اعلان حرب على فريق لبناني وازن وأن الحريري نسف بمطالعته هذه كل جسوره مع حزب الله.
ورد النائب جمال الجراح عضو كتلة المستقبل على هذا القول بأن حزب الله أعلن الحرب على الدولة ومؤسساتها ومفاهيمها، ونصب نفسه واليا ايرانيا على لبنان وتصرف كالآمر الناهي بحياة لبنان.
وقال الجراح: ان حزب الله بتورطه في سورية هو من أعلن الحرب على لبنان بقراره مساندة النظام المجرم في سورية.
الحريري لفت الى ان السيد حسن نصرالله قرر انه رأس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة والسلطة التنفيذية التي تجيز فتح الحدود أمام آلاف المقاتلين الى سورية.
وهذا يعني انه لن تقوم اي قائمة للدولة اللبنانية في يوم من الأيام وهذا المشروع سيقود البلد الى الخراب.
الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون اعتبر أن العماد ميشال عون سلم المسيحيين بثلاثين من الفضة الى ولاية الفقيه.
وشدد بيضون لإذاعة لبنان الحر، على وجوب تحرك بكركي بالدعوة الى مؤتمر مسيحي وطني، مشيرا الى ان الراعي يشعر بالخطر على لبنان.
وعن كلمة السيد حسن نصرالله امس، استبق بيضون الكلمة بالقول: ان كلمات نصر الله تعبوية وعبارة عن تهديدات وتخوين وتكفير منذ سقوط حكومة سعد الحريري، لافتا الى ان الحزب قاطع الحوار مع 14 آذار وهو مستعد فقط لإبرام الصفقات.