بقلم: أسامة دياب
يوما بعد يوم، يثبت الشعب المصري للعالم نقاء وأصالة معدنه وقدرته على صناعة الفارق وتصحيح المسار، وها هم المصريون يسطرون تاريخا جديدا خارج التوقعات في الثالث من يوليو 2013 وينجحون في استعادة مصر التي نعرفها بتنوعها الفكري والثقافي والفني والأدبي، بعد عام اتشحت فيه بالسواد.
مبروك لمصر ومبروك لكل المصريين استرداد ثورتهم السلمية بفكرة عبقرية غارقة في السلمية، فتحية لشباب حركة «تمرد» وتحية لرجال القوات المسلحة وعلى رأسهم الفريق عبد الفتاح السيسي الذين انحازوا لشرعية الشعب مصدر السلطات.
نفرح اليوم، وغدا يوم جديد ومن أول السطر نبدأ صفحة جديدة من تاريخ مصر عنوانها العمل والبناء والتكاتف دون إقصاء أو تهميش، سقط د.محمد مرسي من على كرسي الرئاسة لأنه أراد أن يختزل ألوان الطيف السياسي في لون واحد وعلينا ألا نكرر أخطاءه، فإذا كنا نحارب الأخونة، فلا مجال للعلمنة أو اللبرلة وإقصاء الإسلاميين الذين هم من نسيج هذا المجتمع وأحد ابرز مكوناته في وقت تحتاج مصر لسواعد كل أبنائها.
من يبني المستقبل ليس لديه وقت للحديث عن الماضي وتجاوزاته ومن ينوي التعاون والحفاظ على اللحمة الوطنية فلا مكان للشماتة والانتقام وتصفية الحسابات في نفسه ولا سلوكياته.
وللرئيس المصري السابق د.محمد مرسي أقول: اليوم عصمت ألسنتنا عنك فلا نذكرك بما يسوءك ولا نقلل من احترامك، اجتهدت فلم توفق وتلك فترة قد خلت ويحكم التاريخ عليك كما حكم على من سبقوك.
ولتيارات الإسلام السياسي أقول: نحتاج جهودكم في البناء وليس في سفك الدماء، في التعمير لا التفجير، زاحموا بقية التيارات السياسية على المشاركة الفاعلة، فلم ولن يكون المصريون فسطاطين للكفر والإيمان ولن تتحول مصر إلى كنتونات متصارعة فنحن منكم وأنتم منا شئتم أم أبيتم وشئنا أم أبينا، دعونا نغلق صفحة الماضي ونستجيب لنداء التوافق بتطبيق عملي لفقه الأولويات فالأخطار جمة والتهديدات المحدقة بمصر كبيرة والتلاحم أضحى الخيار الوحيد للحفاظ على كيان الدولة.
وللمعارضة بكل أطيافها ورموزها أقول: أرجو ألا تلعب الفرحة برؤوسكم فتتخيلوا ولو لوهلة أنكم من حشدتم الحشود وأسقطتم حكم الاخوان، الحقيقة يا سادة أن المعارضة كانت من جنس النظام ولولا الهيمنة والتعالي وانحراف المسار وضبابية السبل والأجندات الخاصة وتجاهل المطالب الشعبية وغياب الأولويات ما سقط حكم الإخوان. فانزعوا عن أنفسكم ثياب البطولة لأننا نراكم الآن على حقيقتكم، إلا أن الباب لايزال مفتوحا للجميع للعمل والمشاركة في البناء بعيدا عن المصالح الشخصية والأهواء وأحلام الزعامة. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
خلاصة الكلام:
للرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور: مصر أمانة في عنقك، أسرع بوتيرة بناء المؤسسات ولا تعتمد إلا على الكفاءات بغض النظر عن الانتماءات واحتياجات المواطن البسيط أولوية ليستنشق الناس عبير التغيير.
osamadeyab@
[email protected]