بقلم: الفريق أول أحمد الرجيب
الطموح غريزة إنسانية نبيلة، يسعى من خلالها الإنسان إلى تحقيق ما يتمناه ويصبو إليه في حياته من نجاح في شتى مجالات الحياة، ولتحقيق الطموح وسائل وأساليب وطرق كثيرة، ومن المؤكد أن الطامحين في بلادي كثيرون، ككل بلاد الدنيا، وسعيهم في تحقيق طموحاتهم حق ومشروع، بشرط أن يكون ذلك في إطار القانون والوسائل المشروعة.
وعليه نرى أن مقياس الطموح في الكويت يسجل في هذه الأيام ارتفاعات قياسية، تدل عليها أعداد المرشحين والمرشحات للانتخابات القادمة، والتي تعدت 350 مرشحا ومرشحة، لان هناك حقيقة لا تخفى على احد ألا وهي أن أسرع الطرق واهم الوسائل لتحقيق الطموح الذي يلهب الخيال للوصول إلى دائرة الضوء سياسيا واجتماعيا وإعلاميا وماليا، هو الفوز بعضوية مجلس الأمة، فمن كان سياسيا يسعى إلى تعزيز تواجده على الساحة لزيادة نفوذه وتأثيره، وهناك من يطمح إلى اللمعان الاجتماعي الذي يفتقده، وهناك من يرى أنها فرصة سانحة لجني المنافع أو المزيد منها، وآخرون يريدون أن يكرروا تجاربهم في الاستفادة من الحصانة البرلمانية في التطاول والابتزاز وتصفية الحسابات، ومنهم من يسعى لاستكمال دوره الجاد في الإصلاح ومكافحة الفساد، وهناك من يسعى ليكون له دور فاعل في خدمة الوطن وقضايا المواطن من خلال طموحه دخول المجلس لأول مرة.
وهناك من سيرشحون انفسهم تعزيزا لانتماءاتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
إن المتابع سيرى أن عددا من المرشحين لن تخرج أهدافه وغاياته من الترشيح عما ذكر عاليه.
ومن نافلة القول إن كل أولئك سيطرحون انفسهم على أنهم مصلحون ومكافحون للفساد، وحماة للمال العام، وسيقيمون الدنيا ويقعدونها بوجه الحكومة، وسنشاهد لقاءات فضائية وتصريحات عنترية، وندوات جماهيرية، تعقبها غبقات عرمرمية، ولكن وللأسف فإن هناك كثيرين منهم سينسى أو سيتجاهل ما طرحه من برامج ووعود للناخبين بعد فوزه بالعضوية، وسنرى تصرف فائزين آخرين عكس ما كانوا يطرحونه وتعهدوا به أمام ناخبيهم، وسيكون هناك من سيتعهد بأنه سيمثل الأمة بأسرها عند فوزه، وإذا به بعد ضمان الفوز يمثل جماعته أو فئته فقط.
وبغض النظر عن الأسماء المرشحة ومع الاحترام الشديد لأشخاصهم، ومع الإيمان الكامل بحقهم الدستوري والقانوني للترشح، ومع دعائنا للمخلصين منهم بالفوز، إلا أن ذلك لا يمنعنا أن نؤكد أن علينا، كناخبين مسؤولية وطنية أن نحسن الاختيار، وأن ندقق في الكفاءة قبل الأسماء وان يكون التزامنا بالوطن ومصالحه العليا أكبر وأهم من التزامنا بمن نعرف، لأن المجلس القادم من الأهمية بمكان بالنسبة للكويت وطنا ومواطنين، فإما أن يكون هذا المجلس رأس قاطرة تقود الكويت إلى المستقبل كما يتمناه الكويتيون، وإما أن يكون سببا لدخول الكويت نفقا سياسيا مظلما لا تحمد عقباه، لا سمح الله.
ومبارك عليكم الشهر الفضيل، وعساكم من عواده، وكل رمضان والكويت وأهلها بخير.