إن إعداد قيادات الصف الثاني اصبح ضرورة حتمية يساءل عنها القياديون الحاليون ومن هم على وشك التقاعد في القطاعات الحكومية، كما يطالب بها مجالس الإدارات في القطاع الخاص، كما تعتبر من أساسيات ادارة المخاطر البشرية وادارة الموارد البشرية وادارة العمليات التشغيلية وادارة نقل المعرفة، واود أن أشير الى أن من اهم المعوقات الإدارية التي تمنع تولي بعض الموظفين الشباب ذوي الخبرة والكفاءة لمناصب الصف الثاني، هو عدم وجود هياكل إدارية وشواغر إضافية تسمح بترقية الخبرات الشابة في القطاع الحكومي، كما أن طبيعة التعاقد على وظائف محددة وطبيعة اللوائح التنظيمية وسياسات الترقية في القطاع الخاص تحد من وجود مسارات سريعة وشواغر مشروطة تعطي الأولية للتوظيف الداخلي، فضلا عن عدم وجود ما يلزم المديرين في كلا القطاعين بضرورة تسمية وتطوير الصف الثاني وإبداء أسباب الترشيح أو التزكية وفق معايير منصفة وحيادية، علاوة على الافتقار الى خرائط او مسارات وظيفية واضحة الشروط والمتطلبات تعلن مع بداية التوظيف لتحفز الكفاءات الشابة وتزيد من طموحها وتشجعها للانضمام الى برامج اعداد الصف الثاني.
وقد تتوافر بعض الخطط والاستراتيجيات او البرامج المحدودة عند بعض الشركات او المؤسسات الحكومية لكن في غالبية المؤسسات لا توجد تلك البرامج او حتى لا تتوافر الأهمية او القناعة.
نطالب اليوم كمختصين بضرورة تبني استراتيجيات جديدة لإعداد قيادات الصف الثاني وتوصيف الهيكل الإداري للقطاعات الحكومية وإقامة مراكز تدريب تخصصية في القيادة داخل كل وزارة ، وبرامج محددة الملامح والموازنات في مؤسسات القطاع الخاص تتولى مهمة تدريب وتأهيل كوادرها وإعدادهم لتحمل المسؤولية في أي وقت. كما أدعو لترسيخ استراتيجية وطنية بمؤشرات كمية ونوعية لتوفير صف ثان وثالث ورابع للقيادات الإدارية من الذكور والأناث من شباب الكويت ذوي الخبرات والشهادات المهنية المعتمدة لتنمية مخزون الخبرات الوطنية وزيادة اعداد وأنواع القيادات في المؤسسات الكويتية العامة والخاصة، فلا بد من خلق أجيال جديدة لضخ دماء شبابية في الإدارة لمواكبة التطور الإداري العالمي.
والله ولي السداد.
[email protected]