نتطلع إلى أن نعيش الحلم واقعا ملموسا وهو أن يستطيع المواطن إنجاز معاملاته إلكترونيا وأن تصبح مراكز تقديم الخدمة أو مراكز خدمة المواطن للحالات الخاصة أو الحالات التي تتطلب تعاملا خاصا، الحلم بتوافر قاعدة معلومات شاملة ومترابطة نجد فيها البيانات الأمنية والتعليمية والصحية والإحصائية، فحلم الارتقاء بمستوى التعامل إلى التعامل الإلكتروني، لا يتطلب إلا جهودا مخلصة وقرارات وتشريعات داعمة ومسؤولية عن تنفيذه ورقابة على تأخيره ، فنحن نتطلع إلى أن تكون خدمات الحكومة الإلكترونية في متناول الجميع ونتطلع إلى أن تكون القوى العاملة في هذه الخدمات بمستوى الابتكار والتطوير لطبيعة الخدمات الإلكترونية وطبيعة ربطها ربطا شاملا متكاملا بقاعدة بيانات ضخمة للكويتيين والمقيمين.
الخدمة الإلكترونية تتعدى خدمات الدفع الإلكتروني والاطلاع على المخالفات المرورية أو مخالفات التأخير في شؤون الإقامة أو وتحديد مواعيد مع الجهات المختصة لاستكمال المعاملات أو التوثيقات أو بعض التطبيقات المجانية لبوابات وعناوين الصفحات الرسمية للوزارات، فالخدمة الإلكترونية بمفهومها الشامل تقف عند استراتيجية وطنية لتنمية مستوى المنظومة الإدارية بأنظمتها واجراءاتها وتطبيقاتها ومواردها البشرية والتي تقف خلف هذه الخدمة الإلكترونية.
ان السؤال المهم الذي نطرحه في هذا المقال، ما هي استراتيجية تقديم الخدمات الإلكترونية؟ وما هي آليات ربطها ربطا متكاملا مع احتياجات المواطن والمقيم؟ وما هي الاستراتيجية المساندة لتنمية القوة البشرية؟ وما هي الاستراتيجية المساندة لتطوير مخرجات التعليم المتخصص الذي يصب في صالح توفير كفاءات متخصصة في جميع متطلبات ووظائف الخدمات الإلكترونية في الدولة؟،و هل طمعنا في مدينة إلكترونية حلم ممكن أن يكون واقعا؟
نتمنى تطوير استراتيجية شاملة للخدمات الإلكترونية لتسهيل شؤون المواطن والمسؤول على السواء، استراتيجية تحدد بأهداف قابلة للقياس والتوصيف ومؤشرات تقييم وقياس لرضاء الجمهور المتعامل معها، ان الجهود الفردية لبعض الوزارات والمؤسسات والهيئات أمر طيب ومشكور ولكننا نتطلع إلى المزيد من التخطيط والتنمية الاستراتيجية والشاملة في هذا الشأن الحيوي والهام.
في الختام نقول ان في الكويت الكثير من الشباب المبدع والمبتكر ممن يتعامل بابتكار مع الأجهزة الذكية المتعددة أو ممن يطورون بمشاريع فردية أو مشاريع صغيرة خدمات تجارية إلكترونية في الكويت العديد من الشركات المحلية والخبرات الشابة التي ممكن أن تسهم في تطويع العلم والتكنولوجيا والتطبيقات العملية، التحدي المطروح أمامنا في آلية الاستفادة من الخبرات الوطنية وكيف نستطيع أن نطور قدرات هذه الشريحة من الشباب الكويتي ونطوعها لمزيد من الابتكار والتجديد والتعاون في مشروع تحويل الكويت إلى دولة خدمات إلكترونية.
والله ولي السداد
[email protected]