ذعار الرشيدي
على ذمة الممثل الأميركي الراحل تشالرز برونسون في فيلم «الميكانيكي» المنتج عام 1972 عندما لعب دور قاتل مأجور أن الشخص الذي يزن 53 كيلوغراما عندما يقطع شرايين يديه محاولا الانتحار فالأمر يستغرقه نحو 3 ساعات حتى يموت، ولو كان وزنه 70 كيلوغراما «كحالتي» فالأمر يستغرق نحو 4 ساعات قبل أن تفيض روحه، هذا ما ورد على ذمة برونسون في ذلك الفيلم الشهير.
هذه المعلومة قدمت في فيلم أنتج قبل 36 عاما لا تعني أبدا التشجيع على الانتحار ولا حتى التحذير منه، بل كان القصد نقل معلومة طبية لا أكثر ولا أقل في سياق فيلم جميل.
تماما كما أتحدث عن الخيارات السياسية المتاحة التي يروج لها البعض الذين يطرحون حلولا لما يمكن أن يخرج البلد من أزمة التناحر السياسي، وبعرضي للذي يروجونه لا أعني الدعوة لحلولهم أو الترويج لهم بقدر ما أحذر مما يروجه البعض هذه الأيام وخاصة من الإعلاميين القريبين من بعض دوائر القرار السياسي، الذين يرون أن تطبيق السيناريو الباكستاني حل ممكن للخروج من حلقة الأزمة السياسية المفرغة التي تدور فيها البلاد منذ أشهر، وهم بالضبط كمن يروج لفكرة الانتحار السياسي الجماعي وتقديمه للراغبين على أنه حل مثالي في اختيار الموت البطيء غير المؤلم عبر قطع شرايين الديموقراطية في البلد وتركها تنزف حتى يموت الدستور.
مثل هؤلاء الأشخاص وإن كنت أعتقد أنهم جادون فيما يدعون إليه في محاولاتهم المدفوعة الأجر الترويج لفكرة تطبيق السيناريو الباكستاني لدينا أو بالأصح «بكستنة» الحالة السياسية في الكويت فهم ليسوا بأكثر من دعاة موت، تتملكهم أمنية الموت، وبالمناسبة «أمنية الموت «كان عنوانا لأشهر سلسلة أفلام حركة قدمها برونسون في تاريخه بين عامي 1974 و1994.
نعم الحل هو الكي سياسيا، ولكن الحديث عن التعليق ليس بأكثر من دعوة علنية للموت، يمكنك أن تفتح عيادة شعبية لكي الراغبين بل وتشجع على الكي مهما بلغت حرارة الميسم الذي سيوقع على جسدنا السياسي فسنقبل به ونرضى به لأنه حق دستوري، ولكن أن تدعو شخصا إلى الموت وتشجعه على الانتحار فهذه جريمة كبرى يعاقب عليها قانون الجزاء الكويتي، فما بالكم بمن يدعو لانتحار أمة كاملة.