انتصار احمد:
لماذا نتحرك دائرياً عندما نضيع؟
حاول ان تتحدى رفيقك على أن يسير ذهابا وايابا في طريق معين او منطقة معينة وهو معصب العيون دون ان يتخطى جوانب المنطقة او الطريق، والواقع انك الرابح لانه لن يقدر على ذلك بل سيدور في دائرة دون أن شعر.
فالأشخاص الذين يضيعون في الضباب أو في عاصفة ثلجية غزيرة يسيرون لساعات عدة متخيلين بأنهم يتجهون بخط مستقيم، ولكن وبعد فترة يكتشفون بأنهم قد عادوا الى نقطة انطلاقهم الأولى، فما سبب ذلك؟ وكيف يحدث؟
السبب في ذلك اننا لا يمكننا السير بخط مستقيم بدون توجيه مباشر من اعيننا، فجسدنا غير متماثل وهذا يعني عدم وجود توازن كامل بين الجانب الايمن والجانب الايسر من هذا الجسم.
فالقلب مثلا هو في الجهة اليسرى والكبد في الجهة اليمنى وكذلك يعتبر هيكلنا العظمي فالعمود الفقري غير مستقيم فعلا، وكذلك فان سيقاننا واقدامنا تختلف عند كل جهة من الجسم، وكل ذلك يعني ان التركيب العضلي في اجسامنا غير متماثل او غير متوازن تماما.
وبما ان هناك اختلافا في تركيب العضل ما بين الجهة اليمنى والجهة اليسرى من اجسادنا، فان ذلك سيؤثر في طريقة سيرنا. ولذلك، فعندما نغمض اعيننا فاننا نعتمد في ضبط مشيتنا على العضلات وعلى تركيب جسمنا، وبالتالي تقوم جهة من الجسم بدفعنا الى الاستدارة في اتجاه معين، وينتهي بنا الأمر الى السير في دائرة، وهذا ينطبق، ليس فقط على عضلات اقدامنا، بل ايضا على ايدينا ايضا.
ولتثبيت ذلك فقد اجريت اختبارات على اشخاص معصبي الأعين، وطلب من كل واحد قيادة سيارته في خط مستقيم وفي خلال 20 دقيقة بدأ كل من هؤلاء السائقين بالقيادة بعيدا عن الخط الأساسي بطريقة التفافية.
وهذا دليل واضح على ان تبقى مفتح العينين عند القيادة أو عند المشي على قدميك.