لم أتوقف يوما عند ما يسمى بالحظ، كنت أؤمن جيدا بأن ما يصيبنا هو ما كتبه الله لنا، ولم أزل، فإيمان الفرد غاية، تملك لكن أحيانا يتلاعب الشيطان بنا، الإنسان في بعض مواقفه خاصة حين يعطي ويجزل العطاء يتوقف المردود عند حافة السلبية.
عجيبة، الحياة مادامت رنت في أذني عبارة والدي «عومة ما كوله ومذمومة» حين وقف، ذات موقفي ونظر مليا لعطاءات.
تلقى جوابا ومردودا، مواقف الكويت العديدة، الدول جميعها جمهوريات، ملكيات عربية، إسلامية، غيرها ساهمت بطرق مختلفة لرفع مستوى بعض الدول على حساب مصالحها وحين احتاجت إبان الغزو، لم تجد إلا الندرة من الدول التي وقفت بجانبها، ألا يدخل ما سبق وذكرت تحت بند الحظ؟
الحظ الذي يجعل البعض مرغوبا ومقربا رغم مواقفه السلبية والحادة، الحظ الذي يجعل المتكاسل يرتقي ويصل، الحظ الذي يكون فيه المنافق مرغوبا، الحظ الذي يجعل الحق يغتصب ويضيع والباطل منتصرا، الحظ الذي يعطي من لا يستحق شيئا والمستحق، ينال شيئا، لن يضعف إيماني لكن يعتصر القلب ألما ويختل ميزان العقل فأي منطق يحتمل الفرد حين يفكر هكذا.
تعطي، كل قلبك للبعض فيخذلك ذلك البعض، تكون صادقا، البعض حتى النخاع فإذا المنافق يصدق أكثر منك والكاذب يصل وتظل أنت واقفا على أرض زلقة، أي، ذاك الذي يتوقف عملك عند الصادقين وينكره الغالبية.
لن أتشاءم، كعادتي المتفائلة المرحة، لكن وراء تلك الابتسامات دماء تنزف وقلب موجوع أنا التي تساءل الكل عن سر ابتسامتي وقدرتي على التحمل، لماذا نتوقف؟ كبرنا عند تلك المواقف، ربما لأننا نشدنا الراحة بعد هذا العمر، ربما لأننا ظننا، من حولنا، يفهم أخلاقنا ويعاملنا على أساسها، ربما لأن ثقتنا بالناس كانت أكبر، حجمها، ربما لأننا فهمنا أخيرا عبارة أمي حين تردد مالنا.
[email protected]