عجيب أمرنا كمسلمين، أرسل إلينا خير البشر ونزل إلينا أفضل الكتب التي ظلت بأمر الله محفوظة لم تطلها أيدي عابث أو تحريف يوضع حسب الحاجة وقيل لنا ان ديننا خير الأديان وآخر الأديان واستمددنا من القرآن الكريم عقيدتنا وشرائعنا وكذلك أتمت تربيتنا السنة النبوية، كثيرة هي الأحاديث التي تحثنا على النظافة والعدل والأمانة والصدق كثيرة هي الدروس التي تربي فينا بشرا يخاف الله ويحترم الغير وينشد الحلال في كل ما يفعل، دروس كثيرة نطق بها القرآن وأمر بها الله ونادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، دين لو طبق المسلم ما جاء فيه لعاش المسلمون في كل مكان في خير وسلام.
لو تفحصنا دولنا الإسلامية اليوم لوجدنا ما يثير في النفس الحزن والألم ونتساءل نحن المسلمين قبل الغير أين أثر الإسلام علينا؟ دول إسلامية ابتعد الغالبية فيها عن مبادئ هذا الدين العظيم فانتشر الشر والغش وحب المال والوساخة والظلم، نحن ابتعدنا بأنفسنا عن مبادئ الدين وغاب أجمل ما فيه عن حياتنا وبتنا نخاف ونردد هل هذه علامات اقتراب يوم القيامة؟
عجيب أن ترى الإسلام في مبادئه في الدول غير الإسلامية، ترى النظافة في شوارع وأماكن عامة من قبل الحكومة والأفراد النظافة التي يحبها الله فهو النظيف، النظافة التي حث عليها الإسلام فأمر ألا نتشبه باليهود، ترى الأمانة في أبهى صورها كما نادى بها الإسلام حين تخذلك معرفة العملة فيأخذ البائع مقدار الثمن دون غش أو طمع، ترى شكر الناس والاعتذار لهم رغم قد تكون أنت المخطئ دون قصد وفق مبدأ من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ترى الابتسامة تصدر لك أو لطفلك بتواضع نادى به ديننا وبمقولة التبسم في وجه أخيك صدقة.
حقا، وجدنا الإسلام خارج عالمنا الإسلامي وافتقدناه داخله، ما يحزن أكثر أننا نعطي الغير صورة سيئة عن هذا الدين فأكثر من يتاجر في المخدرات والبغاء في الغرب مسلمين، وبعضهم حمل مساوئ ما تعود عليه من مخالفة القانون في التأمين والتحايل عليه لهذه الدول في الغش وسوء المعاملة في التهريب والسفر دون فيزا من دولة لأخرى، نحن بأيدينا أسأنا لهذا الدين العظيم فكيف لا يكرهنا أصحاب الأديان الأخرى؟ كيف احترم المسيحيون دينهم وطبقوا مبادئه رغم تحريف الإنجيل وكيف ابتعدنا نحن عن دين هو خير الأديان فيه صالح للبشرية؟ الدين ليس حجاب دون تطبيق لقوانين الله الشرعية، الدين ليس لحية تطلق ثم لا أتقيد بمبادئ الإسلام. الدين ليس مظهرا خارجيا وداخلنا خواء.. الدين مبادئ وسلوك ومعاملة، لابد أن نحترم أنفسنا قبل أن نطلب من الغير احترامنا.