في البداية أحب أن أوضح أنني لست «ناقدا فنيا» لكنني كمشاهد أرى أن ما يتم عرضه في معظم قنوات التلفزيون سواء الحكومية أو الخاصة من دراما خلال شهر رمضان المبارك ما هو إلا قضايا تافهة تحض على الابتذال غير المبرر لتحقيق الربح على حساب الأخلاق والقيم. ليس من الأخلاق أن تصبح الشتائم طريقة للتعامل في حياتنا اليومية مما لها من تأثير سلبي في انقلاب المعايير في تعامل الأبناء مع والديهم وسنرى قريبا ان الابن يتحاور مع أمه أو أبيه بطريقة فجة لا تخلو من التبجح خاصة ان الأطفال يتأثرون ويرددون ما يسمعونه من جمل حوارية في تلك المسلسلات الذميمة، وهذا يتنافى مع كل المعايير الأخلاقية والدينية التي تدعو جميعها إلى احترام الوالدين، قال تعالى: (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)
إن غالبية ما تقدمه الدراما التلفزيونية ليس فنا، فالفن الحقيقي هو إعلاء قيم الحق والخير والجمال، ومن العار أن نطلق كلمة فن على دراما الشتائم والإيحاءات الأخلاقية وحركة اليدين البذيئة. وكذلك أصبح التقليد الأعمى وجهة بعض الفنانات والفنانين من قصات الشعر وملابس وخلافه مما يؤثر سلبا على عقلية النشء
وإنه بمجرد مشاهدة تلك المسلسلات التليفزيونية التي تقتحم بيوتنا نرى ونسمع حوارات بذيئة لا تخلو من السوقية والتي يراها البعض من المشاهدين الذين فقدوا كل معاني الأخلاق والقيم التي تربينا عليها بحجة الحرية المزعومة وكل من يخالفهم يصبح من وجهة نظرهم رجعيا ومتخلفا. فمرحبا بالتخلف إذا جاء ليصون بيوتنا وأبناءنا من هذا الانحلال الأخلاقي الذي يحاكي مجتمعات الغرب التي تتعامل بتلك البذاءات في حواراتهم اليومية.
لا ضرر أن ينتهج الفن حرية الإبداع والجرأة في عرض الأفكار، لكن يجب ألا تأتي على حساب الأخلاق والقيم. وهناك العديد من القضايا التي تشغل تفكير غالبية المواطنين والتي تحتاج إلى تناولها في دراما حقيقية للاستفادة والتأثير الإيجابي على المشاهدين.
إن اللغة المتدنية والمبتذلة التي تستخدم في المسلسلات التليفزيونية باسم الفن والإبداع ما هي إلا معول هدم لقيم المجتمع وأخلاقياته، ولا عزاء لمن لا يتعظ.
@ali_alrandi
[email protected]