إن تركيز صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، في كلمته بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك على نقطتين رئيسيتين هما وزارة شؤون الشباب وتأسيس صندوق لتنمية المشاريع الصغيرة برأسمال قدره ملياري دينار له مؤشر على درجة كبيرة من الأهمية، ويمكن أن نقرأه على النحو الآتي:
أولا من الناحية الاجتماعية:
إن مستقبل الكويت في ظل المعطيات الحالية وما نواجهه محليا وإقليميا، يعد أمرا حاسما ولا مساومة عليه، وبحكم تعاقب الأجيال، فإن النظرة البعيدة لسمو الأمير تعني ان علينا تأهيل وإعداد جيل من الشباب قادر على مواجهة المجهول القادم، وبالتالي فأول الشروط التي يجب توفرها في هذا الجيل هو أن ينحي جانبا ما واجهه الجيل الحالي من خلافات وصراعات كانت سببا رئيسيا في تأخير التنمية وتوقف المشاريع الكبيرة وتسلل النظرة الفئوية إلى النفوس وتأثرها بالانقسامات الاجتماعية التي أوجدتها الحروب الدائرة حولنا.
ثانيا من الناحية الاقتصادية:
وهو ما أشار إليه صاحب السمو في فكرة صندوق التنمية للمشاريع الصغيرة، وهي مختصة بالشباب من الجنسين، وهذه اللفتة الاقتصادية تعني أنه يتوجب صقل عقلية الجيل الجديد على المنهج الاقتصادي الصحيح، وأن تكون اهتماماتهم قائمة على تنمية البلاد وفقا للأسس الموجودة حاليا والقواعد التي أرساها الأجداد سابقا، فأجيالنا الجديدة ستواجه في المستقبل تحديات كبيرة بسبب النهضة الاقتصادية المتطورة التي تشهدها دول مجاورة وخصوصا في الإمارات وما تسعى إليه دبي حاليا من بناء مجمعات ومدن متطورة جدا سوف يكون لها الشأن في استقطاب الأعمال التجارية.
لذلك، فإذا أردنا أن نخرج من قوقعة عزلتنا التجارية ونعمل، فعلينا أن نهيء الجيل المقبل اجتماعيا واقتصاديا، وهذان المنعطفان سيؤديان تلقائيا إلى تحسين الوضع السياسي للجيل المقبل على أسس مغايرة لكثير من المفاهيم التي كرسها بعض أعضاء مجلس الأمة في جيلنا الحالي.
[email protected]