من الواضح أن الجيش الإسرائيلي اعتاد كل عامين أن يقوم بعملية قتل وتخريب داخل فلسطين للقضاء على عدد كبير من شعبها وإفزاع الآخرين، بدأها عام 2002 حيث قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بمجزرة جنين راح ضحيتها العديد من الفلسطينيين تراوح أعدادهم وفقا لبعض الأنباء بين 55 و 58 فلسطينيا، وبعد مرور عامين وبالتحديد عام 2004 كان الحدث الذي أحزن الملايين وهو مقتل الشيخ أحمد ياسين حيث استهدفته الصواريخ الإسرائيلية وهو عائد إلى منزله بعد صلاة الفجر، كما رفضت السلطات الإسرائيلية مجرد التحقيق حول وفاته، وفي عام 2006 عندما قامت منظمة فلسطينية تابعة لحماس باختطاف الجندي الإسرائيلي (جلعاد شاليط) رد الجيش الإسرائيلي على ذلك بالقيام بعملية تدعى «أمطار الصيف» راح ضحيتها مئات من الفلسطينيين واعتقل وأصيب آخرون، وكأن المسميات التي يطلقها الجيش الإسرائيلي على عملياته لها ترتيب مسبق، فالعملية التي لحقتها في عام 2008 كانت تدعى «الشتاء الساخن» عملية استهدفت قطاع غزة أسفرت عن مقتل مائتي فلسطيني وإصابة ثلاثمائة وخمسين آخرين، أما في عام 2010 فقامت السلطات الإسرائيلية بحملة اعتقالات واسعة النطاق، وفي عام 2012 قام الجيش الإسرائيلي بعملية تدعى «عمود السحاب» راح ضحيتها القيادي «أحمد الجعبري» وعدد كبير من الفلسطينيين، أما الآن وفي عام 2014 فيقوم الجيش الإسرائيلي حاليا بعملية تدعى «الجرف الصامد» راح ضحيتها حتى الآن العشرات من الفلسطينيين وأصيب آخرون، والسؤال الآن، إلى متى سيظل هذا الانتهاك الإسرائيلي لحقوق الفلسطينيين كل عامين؟ وهذا لا يعني أنه لا يقوم سوى بعملية واحدة كل عامين فقط بل هو أحيانا يقوم بعمليات أخرى وسط العامين مثل عملية الرصاص المصبوب عام 2009 واحتجاز أسطول الحرية لمنع المساعدة من الوصول إلى غزة عام 2011، ولكن هذا يوضح أن خطته هي عملية كل عامين وإذا أتيحت له الفرصة لكي يقوم بعملية بخلاف المدة يقوم بها، وإن لم يستطع فيستمر في خطته وترتيبه حسب المدة التي ينظمها، والسؤال الآن، ما العملية الجديدة التي يرتب لها الكيان الصهيوني في عام 2016؟
[email protected]