ما نسمعه وما نشاهده عبر محطات التلفزة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي من أفعال وما تقوم به ما تسمى بـ «داعش» يثير الدهشة والألم لما وصلت إليه حال بلاد الوطن العربي في بلاد الشام والعراق، ميليشيات مسلحة تثير الهلع والقتل البشع باسم الدين الإسلامي وتتعمد تشويه صورته وروحه السمحة التي تدعو إلى التعايش وتكفل للجميع حرية الاعتقاد وتحرم إجبار الآخرين على ترك عقيدتهم أو إدخالهم في الإسلام عنوة وخالفوا أمر الله سبحانه وتعالى في قوله: (لا إكراه في الدين).
الواضح ان فكر «داعش» هو فكر تكفيري منحرف عن الإسلام وليس لأحد ان يولي نفسه خليفة على المؤمنين ويستبيح دماءهم ويسلط سيوفه عليهم وهؤلاء يعتنقون أفكارا متخلفة بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام وما تعلمه البشر من القرآن الكريم.
والمنتمون لفكر «داعش» يعانون من جهل بالدين ومفاهيمه ويعانون من خلل نفسي يؤدي إلى التركيز على الهفوات في معاملة البشر بعضهم لبعض وإشعال الفتن والحروب الطائفية وتصب أفعالهم في صالح أعداء الإسلام.
لقد أخضعوا الدين لأهوائهم وتفسيراتهم وأفعالهم تشوه صورة الإسلام وتسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: «من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا خصيمه يوم القيامة»، فدماء غير المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرام كحرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم سواء بسواء.
والأخلاق هي عنوان الشعوب وقد حثت عليها جميع الأديان وهي أساس الحضارة ووسيلة للمعاملة بين الناس وللأخلاق دور كبير في تغيير الواقع الحالي، لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
حدد الرسول الكريم الغاية من بعثته بأنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون.
اللهم أجرنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ربي لا حول ولا قوة إلا بك فأسألك بحولك وقوتك أن تنجينا من شرور وفتن هذا الزمان وأن تصرفنا عن الفتن وأهلها.
ali_alrandi@
[email protected]