حادثة خيطان الشهيرة التي عرفت باسم «حادثة الصحن» والتي أدت في العام 1999 إلى فوضى عارمة بسبب مشاجرة واستدعى الأمر إلى استنفار أمني شامل قبل السيطرة على الوضع، وانطلقت هذه الحادثة التي ربما يكون نسيها الكثيرون بين وافدين بسبب كسر صحن في فرع جمعية وسط المنطقة ما أدى إلى اشتعال مشاجرة بين أبناء جاليتين، وكادت الأمور تتطور إلى ما لا تحمد عقباه لولا حسن وسرعة تدخل رجال الأمن يومها واحتواء الموقف.
بعدها بسنوات تم تثمين جزء كبير من منطقة خيطان الجنوبي والتي شهدت تلك الحادثة المأساوية والتي كان أبرز أسبابها غير المباشرة هو الاكتظاظ السكاني الرهيب في تلك البقعة الصغيرة، اليوم وبعد سنوات الآن يعود الاكتظاظ السكاني في خيطان الشمالي التي يفصلها عن خيطان الجنوبي المهجورة شارع واحد، عشرات الآلاف يسكنون في شوارع ضيقة وبنايات سكنية تضم الآلاف دون تنظيم واضح أو حتى تدخل من الدولة، تحولت خيطان اليوم إلى ما يشبه المنطقة المزدحمة على الدوام، بل حتى لو قمنا بقياس مستوى الكثافة السكانية لخيطان الشمالي لوجدنا أنها الأعلى في البلاد، وأعلى من الحساوي والجليب مجتمعتين.
الكثافة السكانية لخيطان الشمالي واضحة للعيان وليست بحاجة إلى مسح إحصائي، بل عندما تجد أن أصحاب السيارات يضطرون للوقوف صف ثان وسط الشوارع بحيث يتحول الشارع ذو الـ 3 حارات إلى شارع بحارة واحد بسبب الوقوف الخاطئ لأصحاب السيارات ممن يقطنون البنايات المتناثرة على الجانبين ستعرف أن عدد سكان البناية يفوق الحد المسموح به، وهناك شقق استوديو يسكنها أكثر من 10 أشخاص يتشاركون السكن في بقعة لا يتعدى حجمها الـ 65 مترا مربعا، رغم ان الشقة أصلا مهيئة لسكن شخصين اثنين وثلاثة كحد أقصى.
خيطان ومع هذا الاكتظاظ السكاني الذي يزداد يوما بعد يوم ليس من المستبعد أن يشهد حادثة أخرى كحادثة الصحن الشهيرة وفوضى أمنية لا يمكن السيطرة عليها.
خيطان الشمالي مجرد أنموذج للتخبط في التوزيع السكاني غير المنطقي وغير المقبول وغير العاقل، والمسؤولية أولا وأخيرا تقع على الجهات المعنية، وتجار الإقامات سبب رئيسي لهذا التكدس في العمالة الذين يملأون مناطق كخيطان، وإهمال الحكومة للتركيبة السكانية سيدمر خيطان الشمالي كما دمرت خيطان الجنوبي، وستستمر بالتدمير لمناطق أخرى.
لابد من دق أجراس الخطر وأن تتولى الجهات المعنية مسؤولياتها لوقف التكدس السكاني في مناطق دون دراسة الأسباب من أجل اتخاذ خطوات تصحيحية.
[email protected]