صحيح انه ليس للجريمة مكان محدد، فضعاف النفوس قد يقترفونها حتى في دور العبادة، وهذا ما سمعنا عنه عدة مرات، ولكن هناك بيئة يمكن للجريمة أن تعشش فيها لتمتد لاحقا إلى مناطق أخرى.
ومن أكثر المناطق التي تشكل أرضية خصبة لهذه الجريمة، هنا في الكويت، منطقة جليب الشيوخ التي نلاحظ ازدياد عدد المقبوض عليهم في هذه المنطقة، وخصوصا في انتحال شخصيات رجال الأمن، وغير ذلك من جنايات وجنح تطل برؤوسها المخيفة بين حين وآخر.
وفي إحدى الدراسات التي نشرتها مصادر إعلامية، فإن هناك حوالي أربعمائة ألف من العمالة تقطن في هذه المنطقة، ويوجد فيها حوالي مائة ألف مخالف للإقامة، وخارج على القانون، متوارين عن أعين العدالة، وهذا يعني أنه يصعب ضبطهم بسبب الفوضى المنتشرة وطبيعة المنطقة القديمة التي تحولت إلى شبه عشوائيات.
لذلك فنحن لا نذهب إلى ما تذهب إليه بعض وسائل الإعلام من أن السبب يعود إلى الغياب الأمني في المنطقة، الأمر ليس كذلك، فالوجود الأمني كي يكون فاعلا يفترض وجوده في مناطق منظمة ومعالم واضحة وأبنية معروف شكل ترخيصها وما تحتويه من غرف وصالات وأقبية، وهذا غير معروف بدقة في تلك المنطقة.
وإلى الآن فهوية الجريمة التي يتم ضبطها في جليب الشيوخ محددة بأفعال معينة مثل السلب والنهب والبضائع غير المشروعة، وبيوت تستخدم لأغراض غير أخلاقية، إلى جانب عصابات المكالمات وغيرها. ولكن ما نخشاه هو أن تتحول مثل هذه البيئة الجاذبة للجريمة إلى مستنقع لإيواء إرهابيين، مادام فيها هذا العدد من مخالفي الإقامة، فمن غير المستبعد أن يتسلل إليها إرهابيون كخلايا نائمة قد تستيقظ في وقت ما.
ولحل هذه المشكلة، لا بد من تنشيط فكرة «المثلث الذهبي» وتحويلها إلى منطقة تجارية ترفيهية، كي لا يبقى جحر لمجرم في المكان.
[email protected]