انتهت العملية الانتخابية وقال الناخب كلمته وبان نصف الفرحة بالوجوه وستكتمل بمشيئة الله حينما تترجم اقوال الناجحين الى افعال، كل التهنئة والتبريكات القلبية الخالصة لجميع الفائزين والفائزات وتمنياتنا بالتوفيق في دورات اخرى، لا تكون قريبة، لمن لم يحالفهم الحظ، سائلين المولى ان يسدد خطى الناجحين لما فيه صالح البلاد والعباد.
ومع وصول المرأة الى قبة البرلمان وهذا الوضع الطبيعي الذي كان من المأمول حصوله منذ اقراره من سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، طيب الله ثراه، وبتأكيد وجهود واضحة من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد على حق المرأة في الانتخاب والترشيح، ورغم الرفض وعدم قبول البعض لهذا الحق الا انه وامام امرين اولهما عزيمتها الدؤوب وتصميمها وارادتها ـ وليس تعصب المرأة لاختها كما يذهب البعض ـ كان لها ما أرادت، وثانيهما وهو الجوهري حالة اليأس والقنوط التي اصابت السواد الاعظم من المواطنين رجالا ونساء من نواب المجلس السابق بافتعالاتهم المستمرة وممارساتهم الخاطئة التي افرزت تعطيل تنمية البلاد ومصالح العباد، هذا العامل النفسي دفع الكثيرين الى محاولة التغيير باختيار المرأة علها تحقق الاستقرار المفقود وتحقيق ما لم يستطع الرجال تحقيقه، ولا يمكن ان تفوز 4 نساء بعد اقرار حقوق المرأة السياسية بمدة لا تتعدى 3 سنوات وبعد توقع الكثيرين عدم نجاحها قبل عشرة أو خمسة عشر عاما، الا للاسباب السابق ذكرها، ورغم توقع الكتاب والمراقبين المتفائلين بتكملة المجلس مدته الدستورية لعدم وجود مؤزمين الا القلة القليلة منهم، فإنني اخالفهم الرأي بسبب تلك القلة، الامر الذي سيدفعهم الى اختلاق الازمات ومناصبة المرأة العداء والوقوف على توافه الامور وصولا لحل المجلس الذي لا نتمناه، اننا نتطلع بعيون ملؤها التفاؤل نحو الافضل، والا يكون دخول المرأة عنصر تأزيم يقوم البعض باستغلاله لاسيما ان المعارضين كما ذكرت مازالوا على آرائهم ومواقعهم قائمين، نتمنى ان يكون لهذا التغيير كل التأثير الجاد في تحقيق التعاون واعادة الثقة فيما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وان يتم التركيز على كل ما من شأنه تحقيق النماء لوطننا ودفع عجلة التقدم الاقتصادي التي اصابها الوهن جراء الخلافات التي دأب البعض على افتعالها لتحقيق مصالحه ومصالح أتباعه بغض النظر عن مصالح وطن وشعب بأكمله.
نحن الآن امام مرحلة جديدة بعد أن اختار الناخبون من يمثلهم وكان الحصاد بروز وجوه جديدة وغياب اخرى، كل املنا خلق مناخ ايجابي من الحوار والتعاون المثمر وقطع دابر الخلافات السابقة التي لم يكن من شأنها سوى خلق الفوضى والتأزيم اللذين بسببهم تأخرت الكويت كثيرا.
جميعنا ينظر الى مستقبل افضل تكون النفوس فيه صافية والتقارب والتعاون بين السلطتين قائمين على اسس ومعايير سائغة تنشد تحقيق الخير للوطن والمواطنين، نستدرك من خلالها اخطاءنا السابقة ونأخذ العبر مما فاتنا وألا نعمل على الخوض مجددا فيما لا طائل منه.
ونهيب بحكومتنا القادمة وعلى رأسها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي تشرف بثقة صاحب السمو، الابتعاد عن سياسة الترضية والتمسك باتباع منهج حازم في التعامل يقطع الطريق على كل من تسول له نفسه العودة الى خلق الخلافات والتأزيم بين السلطتين، منهج يسعى الى التشدد في تطبيق القانون على الجميع والمساءلة الجادة للعابثين بأمن وسلامة واستقرار وطننا، منهج يعالج بشكل جذري الوضع الذي قد يحاول الآخرون العودة اليه لتحقيق مصالحهم التي لا تتأتى الا من خلاله، نعي جيدا حرص سموه وحلمه وصبره ولكن المطلوب الآن اتخاذ منهج يرد الاعتبار للشعب ويضمن طمأنينته وينقله من حالة الفوضى التي عانى منها كثيرا الى حالة الاستقرار والامان المأمولة، ونناشده اتباع جميع السبل التي تكفل تطبيق هذا المنهج المثمر بمشيئة المولى العلي القدير، حتى لا تتكرر اخطاؤنا فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ونحن لدغنا عدة مرات.
اجمل التهاني والتبريكات لجميع الاخوة والاخوات الناجحين والناجحات، متمنيا منهم جميعا ان يجعلوا جل اهتمامهم وتفكيرهم بمصلحة الوطن وتحقيق النماء والتقدم على جميع المستويات وتحقيق التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية الذي يمثل واجبا دستوريا ومطلبا شعبيا تاقت النفوس اليه.