بيروت ـ عمر حبنجر
اكتملت أمس كل عناصر المبارزة الانتخابية الشاملة في كل الدوائر، وهو ما يتوقع معه المزيد من الاحتدام السياسي والحدة الخطابية التي ستطغى على كل شيء في الأيام الـ 10 الفاصلة عن اليوم المشهود، عدا عناقيد التجسس الاسرائيلية المتهاوية تحت قبضات الاجهزة اللبنانية الشرعية، التي اثبتت في المرحلة الاخيرة، انها البديل الذي لا بديل له، في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي المقنع والمتمثل بشبكات الجواسيس والعملاء الواسعي النطاق.
كما ان ثمة محطتين تسبقان فتح صناديق المبارزة المنتظرة، أولى تتمثل في الاجتماع الاخير لهيئة الحوار الوطني قبل الانتخابات العامة، وثانية بمجلس الوزراء الذي سينعقد الثلاثاء المقبل، محاولا تمرير الموازنة العامة من خروم شباك المعارضة المتسلحة بالثلث المعطل والتعيينات الإدارية الرئيسية أقله المتصلة بالانتخابات النيابية، التي ستكون الشغل الشاغل لهيئة الحوار، كما لمجلس الوزراء، بسبب اهميتها المصيرية على مستوى الوضع الداخلي في لبنان للمرحلة القريبة المقبلة، ولاتساع دائرة الرقابة الدولية حولها على نحو لا سابق له.
وما بين هذا وذاك قدم السفير السوري علي عبد الكريم أوراق اعتماده لوزير الخارجية فوزي صلوخ تمهيدا لتقديمها للرئيس سليمان اليوم.
من جانبه، الرئيس ميشال سليمان مطمئن الى خواتيم الأمور، وهو يرى في التوافق السياسي الجامع والواسع حول الحراك الأمني المدمر لشبكات التجسس الاسرائيلية مظلة سياسية واقية من المفاجآت التي قد تفرزها الانتخابات، مهما بدت خارج الحسبان وان الثقة العامة المتجددة بالجيش والأمن الداخلي ستعزز دور هذه القوى الضابط لإيقاع الانتخابات التشريعية، التي ستجري في يوم واحد، وللمرة الاولى في تاريخ لبنان الدولة، منذ انبثاقها الى الوجود.
شمس الإصلاح بعد الانتخابات
ولأجل ذلك كله، دعا الرئيس سليمان جميع الجهات الى البقاء سندا للجيش اللبناني والقوى الامنية في مواجهة العدو الاسرائيلي، واعلن في كلمة ألقاها مساء امس الاول خلال احتفال اقامه اتحاد بلديات جبيل، وبلدية عمشيت لمناسبة الذكرى الاولى لتوليه الرئاسة قوله: سنبدأ في الثامن من يونيو يوما جديدا، وستعلن شمس هذا النهار بداية ورش الاصلاح.
وأضاف في الاحتفال الذي شارك فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعقيلته، ان تلاحم المقاومة مع الجيش والشعب ادى الى تقهقر العدو في العام 2006، بعد ان كان تجلى في العام 2000، حيث أيقن العدو بعد الهزيمة ان زمن الاعتداء بسبب او من دون سبب ولّى ولن يعود.
وأكد سليمان ان لبنان لم يعد كرة يتلاعب بها الآخرون من الخارج، وقال ان تحرير ما تبقى من الارض المحتلة واجبنا، وتعميم النموذج اللبناني غايتنا والسلام العادل والشامل مطلبنا وتنقية علاقاتنا مع الدول، ورأب الصدع بين الاشقاء رسالتنا، بالرغم من علمنا ان العلاقة بين لبنان وسورية متجذرة. واضاف: لا مكان للمثالثة في الدستور اللبناني بل للمشاركة، وان النظام الأمثل للانتخابات هو النسبية، التي تؤمن التمثيل الصحيح، والأهم في الانتخابات هو القبول بالنتائج.
وفي لقاء انتخابي، شدد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري رئيس لائحة القرار الكوراني على عدم السماح بتحويل لبنان الى ما بشرنا به الرئيس الايراني قبل يومين، ودعا الكورانيين الى رفض نموذج التبعية والارتباط بالخارج وتأييد مشروع الدولة والاستقرار.
جعجع وخطاب أحمدي نجاد
بدوره، قال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ان تصريح الرئيس الايراني بلور الفحوى الحقيقية لطبيعة المواجهة القائمة، معتبرا ان التصويت هذه المرة سيكون اما لمصلحة احمدي نجاد واما لما يردده البطريرك صفير يوميا.
جعجع وامام وفود شعبية من منطقة زغرتا ـ الزاوية، قال: لن يمروا، ولو ان البعض يوحي لابنائه واجياله انهم غلبوا الاميركيين فحينما اتى الرئيس الاميركي الى لبنان جير لنا كل اصواته. غير ان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وفي تصريح له امس، وضع كلام الرئيس الايراني في اطار تحليل خاص لا علاقة له بما يقوم به حزب الله في الداخل اللبناني ولا يلزمه. واشار قاسم الى ان لبنان دولة مقاومة وما ورد في البيان الوزاري للحكومتين السابقتين هو المضمون الذي نريده للحكومة المقبلة. قاسم نفى التصويب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وقال: لا قدرة لنا على تطويعه او تعديل الصلاحيات.
المستقلون ليسوا أزلام الرئيس
وفي الاثناء، اكد المرشح ناظم الخوري خلال جولة انتخابية في بلاد جبيل ان الرئيس ميشال سليمان يحبذ قيام خط مستقل على الصعيد العام، لافتا الى ان المستقلين هم حاجة على الصعيد الوطني وليسوا ازلام رئيس الجمهورية او كتلة مموهة.
بدوره، قال المرشح عن المقعد الشيعي في جبيل مصطفى الحسيني ان الرئيس سليمان هو الضمانة لجميع الاطراف من دون تمييز وان الثلث الضامن في الحكومة يجب ان يكون له.من جهته البطريرك الماروني نصرالله صفير لدى استقباله اعضاء لائحة 14 آذار في زحلة برئاسة نقولا فتوش، قال ان الوطن لجميع ابنائه لكن علينا ان نعرف كيف نعيش مع بعضنا البعض بمحبة واخلاص، بعدما عملوا على تقسيم وشرذمة الطوائف والمذاهب.
متعاملون جدد في قبضة الأمن
على هامش الانتخابات وفي سياق التحقيقات مع شبكات الموساد حصلت توقيفات جديدة امس وثمة كلام كثير عن المزيد، وبين الداخلين حديثا الى قفص التحقيق زوجة العقيد منصور دياب، الموقوف الابرز بعد العميد المتقاعد اديب العلم، وشقيقها لكن زوجة دياب اصدرت بيانا نفت فيه خبر توقيفها وقالت انها غير معنية بهذه القضية.
وتردد ان العقيد منصور يملك اكثر من اربعة منازل واجهزة كمبيوتر وعدد من الخطوط الخلوية، وقد سجل اعترافه بالعلاقة مع المخابرات الاسرائيلية منذ منتصف التسعينيات، وقد بدأ الارتباط خلال دورة له في الولايات المتحدة وتلقى مبالغ مالية طائلة، وقد شرح للمحققين كيف كان يتلقى الاموال الاسرائيلية بواسطة ما يعرف بـ «البريد الميت» حيث كانوا يحددون له النقاط التي يتركون له فيها طرودا تحتوي على الاموال. وقد اوقفت مخابرات الجيش المدعو صائب عون من بلدة كفر شوبا (العرقوب) على اثر توقيف كل من محمد حسن جمعة وعلي حسن جمعة واسعد كامل رحيم وزوجته نسرين بشبهة التعامل مع الموساد، لكن لم يعثر معهم على تقنيات التجسس التقليدية، وان توقيفهم مرتبط بعدد من الاتصالات تلقاها بعضهم من داخل فلسطين المحتلة مؤخرا.