عودة على بدء ما ذكرته في مقالاتي على مدار ثلاثة ايام منتقدا أمر قرار الإبعاد الإداري ضد أي وافد دون تمكينه من حق التقاضي، وجدت أمرا مهما فيما يتعلق بوجود «الإبعاد الإداري»، وهو أن إجراء كهذا وكما أوضح لي أحد الزملاء أن البلد فيه قانونان، الأول للمواطنين والثاني خاص بالأجانب، وهذا أمر لا يجوز كما ذكرت ويخرق القانون بل الدستور وكل الأعراف.
هل يجوز أن يكون لدينا قانونان؟ بالطبع لا، لأن في هذا قمة العنصرية.
***
ذكرت في مقال سابق لي ايضا أنني سأستعرض قصصا توثق شكل المفسدة التي يمكن أن تنتج عن إطلاق، ووجدت أن محاميا واحدا استعرضت معه قضية قرار الابعاد الإداري أنه لديه في مكتبه أكثر من 5 قضايا تم استغلال الابعاد الإداري بطريقة ملتوية للانتقام من شريك وافد، وكلها تمت ببركة الابعاد الإداري وبطرق ملتوية لا تليق بالبلد، وأن جميع الوافدين الخمسة تم ظلمهم، أنا هنا حتما لا أدعو أي جهة للتحقيق في تلك القضايا خاصة أن بعضها منظور أمام القضاء والذي سينصف أصحابها ممن ظلمهم، لكن طلبي هنا من أعضاء مجلس الأمة أن يثبتوا حقا أننا بلد إنساني وأن يقوموا بعرض مقترحات تغير قانون إقامة الأجانب، فلا يعقل أن قانونا يعمل في البلد منذ نحو نصف قرن ولم يتم تغييره أو تعديله أو حتى إدخال تعديلات عليه تجعله أكثر إنسانية مما هو عليه الآن.
***
في ندوة جمعية المهندسين التي شاركت فيها بجانب د.علي الزعبي والزميل سعد المعطش والمحاميين محمد ذعار العتيبي وحمود الكليب، قال المعطش خلال كلمته: «أمر غريب جدا وهو أننا البلد الوحيد في العالم الذي تريد حكومته تغيير وتنقيح الدستور والشعب يرفض، بينما في كل بلدان العالم الشعب يريد تغيير وتنقيح الدستور والحكومة ترفض»، والحقيقة أن معه الحق في هذا فنحن من ابتكر جملة «إلا الدستور» وآمن بها وصدقها وسار بها سير الركبان دون أن نعي، نعم يجب ألا نثق في الحكومة في كل قانون تنوي اقتراحه أو تقديمه ولكن من باب أولى أيضا ألا نعتبر أن كل ما تأتي به الحكومة شيطاني النية.
***
توضيح الواضح: كل الشكر والتقدير والمحبة للقائمين على محطة الغناء العربي القديم، فالقائمون عليها وإن كانوا يقدمون أغنيات قديمة وتراثية إلا أن طريقة العرض والبرامج التي تبث عبر تلك المحطة على درجة عالية من الاحترافية جعلتها من بين أهم المحطات الإذاعية في الكويت جذبا للمستمعين رغم المنافسة الشديدة، القائمون عليها ولا شك محترفون بل ويتمتعون بذائقة موسيقية خطيرة، لا أعرفهم لا أعرف أسماءهم، ولكن الشكر أقدمه بدءا من وكيل الإذاعة الشيخ فهد المبارك إلى مدير المحطة إلى مسؤوليها ومراقبيها ورؤساء الأقسام بها حتى أصغر فني.
[email protected]