قد حل علينا فبراير هذا العام والإقليم العربي يموج بأحداث العنف المنفلت عن القيم الإسلامية والإنسانية، في إطار يجتهد فيه منظروا التمزق والتفتيت لشعوبنا أن ينسبوا، وبتكلف شديد، أفعال القتل والتعذيب والحرق اللاإنساني للإسلام وهو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
في مثل هذه الأجواء اتجهت الأنماط الاحتفالية بأعيادنا الوطنية، عيد الاستقلال وعيد التحرير إلى تعزيز القيم الإنسانية والوطنية، قيم التكاتف والتعاون والتعايش الإيجابي بين مكونات المجتمع، ذلك الذي جبل عليه أجدادنا وآباؤنا.. وعلى هذا المنحى القيمي ستقيم الرابطة الوطنية للأمن الأسري «رواسي» احتفاليتها يوم السبت المقبل 14 فبراير في صالة مركز تنمية المجتمع في منطقة الزهراء، الساعة العاشرة والنصف صباحا وحتى السابعة والنصف مساء، على أن يكون الافتتاح الرسمي للاحتفال الساعة الواحدة ظهرا بعنوان «كويت الماضي نبع الحاضر والمستقبل» وذلك بالتعاون مع إدارة تنمية المجتمع التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
لقد من الله علينا بحكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «قائد العمل الإنساني»، التي جعلت من الكويت حمامة السلام بسياسة الإصلاح ما بين الأشقاء من دول الإقليم المجاورة، ومكافحة العنف، والمبادرة لتقديم العون للشعوب المنكوبة، فبعث هذا المنحى الحكيم روح التفاعل في نفوس المواطنين مع موروثنا الكويتي القيمي الجميل، وهو ما حرصت الرابطة (رواسي) على إبرازه في احتفاليتها الوطنية، مع التركيز على تطلعات الشباب المستقبلية التنموية وتحفيزها من خلال عرض اختراعات وإبداعات مجموعة من الموهوبين منهم، وتشجيع المشاريع الشبابية الصغيرة لأعضاء الرابطة والمشاركين من المواطنين، لتبرز قيمة التنمية في المجتمع كتطلع يستحق الاهتمام والعناية والإبراز من مؤسسات المجتمع المدني.
المناسبات المهمة كالأعياد الوطنية تهيئ الأجواء بشكل فعال لغرس القيم الإيجابية في الأجيال الحاضرة والمستقبلية إذا أحسنا استثمارها وتوظيفها، فهي مجالات تثقيفية ميدانية لبناء منطلقات فكرية ونفسية لتجذير وتعميق الوحدة الوطنية بمشاركة مختلف ألوان الطيف المجتمعي.
[email protected]