قامت هوليوود بإنتاج المئات من الأفلام السينمائية والوثائقية التي وثقت وعالجت عددا كبيرا من الأحداث التاريخية المهمة، وشكلت نقاط تحول حاسمة في التاريخ الأميركي، بدءا من الحرب الأهلية، ومرورا بالحرب العالمية الأولى والثانية، وأزمة بيرل هاربور، وحرب فيتنام، والحرب الباردة، وحرب أفغانستان، وحرب العراق... وغيرها الكثير من الأحداث الأخرى.
بالإضافة للإنتاج العالمي في دول كبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين، واليابان، التي عرضت في أفلامها كثيرا من قصص الحروب، والثورات ومقاومة الاحتلال، وأهم القرارات السياسية والعسكرية، وكشفت خلالها سير وأحوال الحكام والقادة، وأهم الشخصيات التي ساهمت في صناعة التغيير في تلك الدول.
وتعتبر تلك الأفلام رغم تكاليفها الباهظة، والجهد الكبير الذي بذل في إنتاجها، ثروة هائلة لا تقدر بثمن، وذلك لأنها تمثل كنوزا تاريخية للأجيال المقبلة التي لم تعايش تلك الأحداث، أو تتعرف على الشخصيات التي صنعتها، أو تتفهم الظروف التي أحاطت بها.
أما عن إنتاج الأفلام التاريخية في العالم العربي فمازالت تجاربنا متواضعة جدا مقارنة بالإنتاج العالمي، وقد توقفت عند عتبة الزمن الجميل الذي أنتج فيه عدد محدود من أهم الأفلام التاريخية العربية، والتي لازالت خالدة في ذاكرة الأجيال السابقة.
وإذا تأملنا التجربة السينمائية في الكويت ـ إن صحت تسميتها تجربة ـ وجدنا انها لا تكاد تذكر نتيجة لعدة عوامل ومعوقات أهمها غياب الدعم المالي والتسهيلات الحكومية للإنتاج السينمائي الكويتي.
وانطلاقا من أهمية السينما كذاكرة جماعية حافظة تعنى بتجسيد وحفظ تجارب الأفراد والشعوب، الناتجة من تراكم تفاعل الأفراد مع المجتمع والبيئة المحيطة، ونظرا للتغير السريع في المجتمعات، بسبب ثورة المعلومات وسرعة الاتصالات، وفي ظل الاهتمام العالمي بمتابعة كل جديد من الأفلام ومقاطع الفيديو بمختلف المجالات، ولتزايد ذلك الاهتمام لدى الشباب بصورة خاصة، والاتجاه السائد لديهم في نشر وتبادل تلك المقاطع بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
هذا ونحن نقترب من الذكرى الـ 25 لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم، أصبح لزاما وواجبا علينا تجاه الأجيال الحالية والقادمة، التوثيق السينمائي لتلك الكارثة التي شكلت منعطفا هاما في تاريخ الكويت، وسرد الأحداث الحقيقية لتلك الفترة، والأدوار المختلفة والتحركات التي قام بها رجالات الدولة والشخصيات العامة، وقصص البطولات الرائعة، والتضحيات الكبيرة التي سطرها أبناء الكويت، واستغلال تلك الأفلام السينمائية كوسيلة من وسائل تعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ قيم المواطنة الحقيقية في نفوس الشباب، في ظل ما نراه من محاولات خبيثة تعمل على نشر الفتن والأفكار المنحرفة لتمزيق النسيج الوطني للمجتمع الكويتي.
٭ زاوية أخيرة: لجأت الجماعات الإرهابية والمتطرفة مؤخرا للإنتاج السينمائي الاحترافي كوسيلة جديدة لنشر أفكارها الخطيرة بين الشباب، ألسنا نحن الأحق باستغلال تلك الوسيلة لمحاربة ذلك الفكر المنحرف؟
[email protected]
twitter:@dmadooh