نافع كساب الظفيري
لا يخفى على احد اهمية المهام والاختصاصات الكبيرة والمتعددة المنوطة بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والتي تغطي قطاعات كبيرة وترتبط بالعديد من الاجهزة والوحدات الادارية الأخرى بالدولة، مما يجعلها احدى اهم وزارات الخدمات التي يعول عليها كثيرا، لذا فانه منذ اللحظة الأولى لخبر تعيين الفريق د.محمد العفاسي وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل ظهرت مشاعر القبول والارتياح، فالرجل مشهود له بالكفاءة وحسن السمعة والتواصل مع المواطنين وهو يحمل رتبة فريق في وزارة الدفاع وشغل منصب رئيس القضاء العسكري فيها، كما انه حاصل على شهادة الدكتوراه في القانون، ولهذا يتوسم الجميع فيه كل الخير بالارتقاء والتطوير لعمل قطاعات هذه الوزارة. وهذا ما يجعلني اضع امام الوزير العفاسي وقائع تتكرر وتسيء الى سمعة الكويت وفي مقدمتها تجار الاقامات الذين يمثلون ظاهرة خطيرة لها انعكاساتها السيئة التي يعلمها الجميع، بالاضافة الى التلاعب بالعقود وأجور العمالة البسيطة التي تعمل في مجال الخدمات والنظافة بالاضافة الى تدني ورداءة السكن، فعلى الرغم من ضعف مستوى اجورهم الا انه يتم اهمال صرف رواتبهم لمدد طويلة على الرغم من تشغيلهم لفترات عمل طويلة تمتد في بعض الاحيان من الثانية عشرة ظهرا حتى منتصف الليل، وللاسف مازالت هذه الوقائع مستمرة في العديد من هذه الشركات، ولعلنا نذكر الاضطرابات التي حدثت مع عمال خدمات النظافة والتي كنا نعتقد ان المعالجات التي تمت فيها كفيلة بعدم تكرارها، ولكن الواضح ان هذه المشكلة تتواصل مع بعض العمالة الوافدة الاخرى، فاثناء قيامي بتعبئة بنزين سيارتي في احدى محطات البنزين فوجئت بشكوى العمال مما يعانونه من صعوبة في توفير اقل متطلبات حياتهم، وأحدهم من العمالة المصرية التي تم جلبها للعمل في محطات البنزين على اساس راتب شهري 80 دينارا ولكن بعد وصولهم للكويت لم يعطوهم راتبا سوى 40 دينارا فقط.
ولا شك ان الانعكاسات الاجتماعية للعمالة التي تتعرض لهذه الظروف قاسية حيث اصبحت السرقات تتفشى والنصب والاحتيال والتسول وجمع النفايات من صناديق القمامة لمواجهة صعوبة الحياة، وهذه امور يجب ان تدرس وتوضع لها حلول جذرية من قبل وزارتكم الموقرة بالتنسيق مع القطاعات الاخرى.
واعتقد ان استمرار حدوث مثل هذه الامور يعطي المجال لمن ينتهزون مثل هذه الفرص للتشهير بسمعة الكويت، ويستغلونها فيما يتم اصداره من تقارير تتضمن توجيه الاتهامات للكويت، او الزج باسمها ضمن الدول التي تخالف حقوق الانسان او فيما تنشره الصحافة الصفراء من قبل اصحاب النفوس الضعيفة.
ونتساءل هل المعالجة التي تمت لمشاكل عمال الخدمات وخاصة عمال النظافة في الاحداث الماضية لم تكن مجدية او فعالة، بدليل عودة وتكرار نفس المشاكل، ولماذا لا يكون هناك التزام لدى اصحاب العمل في تعاقداتهم مع الآخرين، وان يكون هناك وضوح وشفافية من البداية وتراعى فيها حقوق الطرفين.
نتوجه بهذا النداء للوزير العفاسي، بان يكون هناك حسم لمثل هذه المشاكل، وألا يتم التهوين من شأنها وان يتم ذلك بشفافية ووضوح احقاقا للعدل وحفاظا على سمعة الكويت في كل المحافل الدولية وضمانا لعدم تكرار حدوثها، وان شاء الله انتم لها، والله يوفقكم لما فيه خير الوطن والمواطنين.