فيما أكدت تقارير صحافية نقلا عن مصادر مسؤولة بوزارتي الزراعة والاسكان ان الوزارتين اتفقتا على تخصيص مساحة 400 فدان بمدينة السادس من أكتوبر لنقل حديقة حيوان الجيزة إليها قبل نهاية عام 2010، نفى امين اباظة وزير الزراعة اي تفكير من قبل الحكومة في اقامة حدائق حيوان بديلة لحديقة حيوان الجيزة بمدينة السادس من اكتوبر مشيرا الى انه كانت مجرد فكرة لنقل الحيوانات الموجودة بالحديقة المركزية بالجيزة الى احد المواقع في مدينة السادس من اكتوبر وتحويل الحديقة الأم الى حديقة نباتية وتم الغاء هذه الفكرة
وشدد اباظة في تصريحات صحافية على ان الحكومة لم تدرس الحاق حديقة حيوانات الجيزة بحديقة بديلة مؤكدا ان انشاء حديقة حيوان جديدة امر غير وارد حاليا وان اي افكار لاقامة حديقة حيوانات يخضع لدراسات وزارة الزراعة فقط.
وعودة الى المصادر التي تؤكد موضوع النقل قالت: انه تم الاتفاق ايضا على أن يتم إخلاء موقع حديقة الحيوان الحالي بالجيزة من كل الحيوانات والأشجار وبيع مساحة الحديقة الحالية والتي تبلغ نحو 80 فدانا بالمتر، على أن يتم طرح الأرض لمستثمر رئيسي أو مجموعة من المستثمرين.
ومن جانبه، قال عضو مجلس نقابة البيطريين د.سامي طه، إن الجمعيات البيطرية سبق وأن توقعت عملية نقل حديقة الحيوان وبيع موقعها الحالي منذ عامين تقريبا.
وحذر طه من خطورة نقل حديقة الحيوان من موقعها الحالي، حيث يعني نقلها تدمير منطقة تراثية تضم ثروة حيوانية ونباتية نادرة، فضلا عن أن حديقة حيوان الجيزة تعد المزار رقم 1 بالنسبة للمصريين ونقلها إلى 6 أكتوبر يعني أنها ستكون مقصورة على الأغنياء فقط.
من جانبهم شن عدد من الخبراء هجوما عنيفا على مجرد مناقشة فكرة نقل حديقة حيوان الجيزة الى 6 اكتوبر، باعتبار أن حديقة الحيوان جزء من تاريخ مصر لا ينبغي أن يتم التفريط فيه مهما كانت المبررات.
وقال الاستشاري العالمي د.ممدوح حمزة، إن التفكير في نقل حديقة الجيزة من مكانها، يعتبر خطوة من عدة خطوات تستهدف مسح أجزاء مهمة من العلامات المصرية البارزة في العاصمة، وبدأ هذا المخطط منذ ظهور شركات لشراء العقارات التاريخية في منطقة وسط البلد «لا نعرف من يقف وراءها ولا من يمولها، ونفس الأيدي الخفية تقترب الآن من الجيزة، ولا نعرف ماذا تستهدف غدا».
وأضاف حمزة أن مساحة 80 فدانا التي تشغلها حديقة الحيوان أصبحت مطمعا لليهود من خلال الوسطاء، ودعا حمزة إلى مقاطعة شعبية لصاحب الفكرة، وقال «باعوا الأصول من قبل ولم يعد على الشعب أي فائدة»، وأكد حمزة أنه سيكون من أول الذين سيقفون ضد هذه المخططات، وتساءل حمزة «كيف تعلن هيئة التخطيط العمراني عن تناقص المسطحات الخضراء في العاصمة، وهي تسعى لتقليلها؟».
بدوره يرى أستاذ الڤيروسات والمناعة بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة د.محمد عبدالحميد سليمان، أن المبررات التي ساقها البعض من قبل بضرورة نقل الحديقة إلى منطقة أخرى بسبب خطورتها وسط الكتلة السكنية، نظرا لوجود ڤيروسي أنفلونزا الطيور والخنازير وغير ذلك، فهي حجج ومبررات واهية لأن هذه الڤيروسات من الممكن أن تتواجد في أي مكان، ولكن «أود أن أشير إلى أن مهما كانت الحجج، فهي لن تفلح في إخفاء الوجه القبيح الذي يطمع في الاستحواذ على أرض حديقة الحيوان، سواء كان ذلك عن طريق مستثمرين مصريين أو عرب».
وفي سياق متصل، أكد عميد كلية الطب البيطري بجامعة كفر الشيخ د.مصطفى عبدالعزيز أن مسلسل تخريب حديقة الحيوان بالجيزة، بدأ منذ قيام أصحاب القرار بتسريح الأطباء البيطريين من ذوي الخبرة، وإلحاق الحديقة بمكتب وزير الزراعة بدلا من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، حيث تركت الحيوانات للأمراض حتى نفق أغلبها، مع عدم شراء حيوانات جديدة، واستمرت حلقات الإهمال حتى خرجت الحديقة من التصنيف الدولي، بعد أن كانت الثانية على مستوى العالم، بالإضافة إلى إهمال النباتات بها، وبعد هذه الخطوات التمهيدية حتما، سيأتي من يدعي إنقاذ الحديقة بنقلها إلى صحراء أكتوبر».
في المقابل، قال رئيس لجنة الإسكان بأمانة السياسات بالحزب الوطني الاستشاري د.طلعت حماد، إنه لا يرى مانعا من إنشاء حديقة حيوان جديدة في مدينة السادس من أكتوبر على أن يديرها القطاع الخاص، مع الإبقاء على حديقة الحيوان بالجيزة كما هي، لأنها أثر تاريخي لا يجب التفريط فيه على أن يدريها أيضا القطاع الخاص، لأن من أهم أسباب تراجعها إلى هذا المستوى غير اللائق هو إدارتها بمنطق القطاع العام.
وأضاف د.عبدالله أن حديقة الحيوان بالجيزة تم إنشاؤها في عهد الخديوي عباس، عندما كان عدد المصريين لا يتعدى 8 ملايين، بينما نحن الآن تجاوزنا 80 مليون نسمة، لذلك من الضروري أن يكون هناك حديقة أخرى.
وقال رئيس مركز بحوث الإسكان السابق د.أبو زيد راجح، ان إنشاء حديقة حيوان كان مطروحا منذ سنوات، عندما كان الدكتور عبد الرحيم شحاتة وزيرا للتنمية المحلية، وكان مقترحا للحديقة الجديدة على طريق مصر الفيوم، لأن الحديقة الحالية لم تعد تستوعب عدد الزائرين خاصة في الأعياد والمناسبات، على أن تبقى الحديقة متنفسا للمناطق المجاورة لها، لأن نصيب الفرد في مصر من المسطحات الخضراء لا يتجاوز 60 سم، وإذا أضيف إليها مسطح نهر النيل ستصل إلى نصف متر، بينما هذه النسبة تصل في بعض الدول إلى 12 مترا.
وحذر أبوزيد من مجرد الإقدام على طرح أرض حديقة الحيوان بالجيزة إلى الاستثمار بأي حال من الأحوال، معتبرا أن ذلك الأمر في حد ذاته جريمة، على حد وصفه، لأنه ليس هناك دولة في العالم تبيع جزءا من تاريخها.
صفحة شؤون مصرية في ملف ( pdf )