اثبتت الدراسات اهمية التداوي النفسي بالسرد القصصي وقد اكدتها من قبل السنة النبوية الشريفة، وفي دراسة قامت بها الاستاذة في الادب والنقد الحديث وعضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة الكويت د.هيفاء السنعوسي وطبقت دراستها على شريحة عشوائية من طالبات وطلاب جامعة الكويت في مراحلهم الدراسية المختلفة اثبتت في نتائجها اهمية التداوي بالقصة وقدمت نموذجا للقصص القرآني في العلاج النفسي، حول هذا الموضوع كان الحوار التالي:
أفضل علاج
كيف انطلقت الفكرة لديكم حول التداوي بالقصص القرآني؟
اخذت نموذجا مثاليا جدا هو القصص القرآني لأنه من كلام الله، واي علاج افضل منه؟ وقد تولدت الفكرة من دراسة ميدانية ونظرية لدور الكتابة الابداعية والتعبيرية في العلاج النفسي ورأيت ان اتوج الدراسة بنموذج قصصي مثالي يتمثل في القصص القرآني بكل فوائده العظيمة والتي لا يمكن حصرها، انه احسن القصص، وقد قال الله عز وجل في كتابه في سورة يوسف (نحن نقص عليك احسن القصص) وقد طبقت البرنامج على شريحة عشوائية من طالبات وطلاب جامعة الكويت في مراحل دراسية مختلفة، وكانت النتائج مذهلة جدا، ولا عجب في ذلك أليس هو كلام الله عز وجل؟ وقد اكدت السنة النبوية على ذلك في أحاديث أشرف خلق الله نبي الامة محمد صلى الله عليه وسلم.
شفاء للنفس
هل توسع نطاق انتشار هذه الفكرة؟
نعم فقد تحدثت عن الموضوع في مؤتمر عقد في بريطانيا مع بعض الباحثين والأكاديميين الأوروبيين والأميركيين في إطار التداوي النفسي فهم يؤمنون بأهمية القصة في التداوي النفسي، والتي اثبتتها الدراسات العلمية والمخبرية ولكنهم يعجبون من تأثير القصص القرآني على النفوس، ولا ادعي هنا أني اكتشفت امرا ولكنني نبهت الى ضرورة الالتفات للقرآن بكل قصصه الاعجازية التي تطبب النفس وتشفيها من امراضها وتمنح مناعة نفسية واستقرارا اجتماعيا.
قصص الأنبياء
كيف يكون التداوي بالقصص القرآني؟
بقراءة القرآن بتركيز والاستماع اليه بخشوع، والتنبه الى مضمونه وبالاستماع الى القصص القرآني وبقراءته وهناك اشرطة دينية لدعاة دين يملكون علما موثوقا به وبراعة لا تنافس في السرد القصصي، كل ما علينا ان نضغط على زر المسجل ونستمع بتركيز في ظل جو هادئ ومريح، ستتراءى لنا في هذه القصص شخصيات مهمة عاشت تجارب قوية تحوي دروسا وعبر سوف تمنحنا الاستقرار والاطمئنان النفسي، فهي تخطو بالانسان فوق المحن والازمات النفسية والاجتماعية التي قد يمر بها، فأبطالها شخصيات عظيمة في تاريخ الإنسانية، وبعضهم خاض تجاربا ومحنا قاسية، ولكنهم مضوا في الطريق واكملوا مسيرتهم ولم ينهزموا نفسيا، فالإيمان زادهم قوة وثباتا ومنعة، الا يمكن ان نستفيد من قصص الانبياء ومريم واهل الكهف والقصص الأخرى التي وردت في القرآن الكريم؟
إعجاز شفائي
هل يمكن ان يستفيد المعالجون النفسانيون واطباء النفس في علاج مراجعيهم بالقصص القرآني؟
نعم، بلا ادنى شك، فالحديث عن مسألة التداوي بالقرآن مسألة مفروغ منها انه الاعجاز الشفائي، ولا يخضع للتجربة ولا لدراسات لإثباته، فالقصص القرآني هو كلام الله، فيه العبرة التي يستفاد منها وبه يتحقق الاطمئنان وهو الشفاء الفعال لكل الامراض ولا خلاف عليه، وما يثير استغرابي هو عدم ادراجه ضمن العلاجات الفعالة في العيادات النفسية والمراكز التأهيلية الاجتماعية في عالمنا العربي والاقتصار على بعض البرامج النفسية العلاجية ونحن نعرف ان بعض الاطباء النفسانيين يصفون لمرضاهم الحبوب المهدئة التي تزيل العوارض بصفة مؤقتة وتصل في بعض الحالات الى الادمان فبمجرد انقطاع المريض عن تناول الدواء يعاوده القلق والاكتئاب فلماذا لا يحيلونهم الى كتاب الله عز وجل والى القصص القرآني الذي يداوي النفس ويريحها؟!
هناك من يعترض على هذه الطريقة في التداوي، ويرى ضرورة اللجوء الى الطرق الحديثة في العلاج النفسي فبماذا تردين عليهم؟
سأطرح عليهم سؤالا مهما اقول فيه: أيهما اجدى نفعا كلام الله ـ عز وجل ـ خالقنا وخالق الكون الذي يدرك تفاصيل تركيبتنا النفسية والجسدية أم كلام البشر الذين هم من بين مخلوقاته؟ اظن ان الاجابة معروفة ومحسومة ولا جدل فيها، أنلجأ للبشر وبين ايدينا كتاب منزل من عند الله تبارك وتعالى خالقنا؟ وللعلم فقد اكتشف بعض الباحثين في ميدان العلاج النفسي ان المرضى الذين يتمتعون بحس إيماني وبقناعة بكتبهم المقدسة بمن فيهم المسلمون يكونون اكثر قدرة على مقاومة المرض الجسدي وليس النفسي فقط، لذا فإنه من سلم بالنظريات الحديثة وبالطرق العصرية في العلاج النفسي عليه ان يلتفت لهذه الأبحاث التي تؤكد فاعلية القرآن كعلاج للنفس والبدن، ثم اذا كانت الدراسات قد اثبتت فاعلية كتابتنا للقصص والاستماع اليها في الاستشفاء، فماذا عن القصص القرآني الذي هو كلام الله عز وجل وليس من صنع البشر؟! لا يحتاج الامر الى الدخول في اشكالية النقاش او الجدل.