بعد سجال طويل وتمديد لفترتين، انطلقت عملية فرز الأصوات في انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح أمس، وأظهرت نتائجها غير الرسمية أن مروان البرغوثي السياسي الفلسطيني الذي قضت اسرائيل بسجنه مدى الحياة انتخب لشغل مركز قيادي في الحركة.
لكن ذلك لم يكن حال أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني السابق وأحد كبار المفاوضين الفلسطينيين خلال محادثات أوسلو عام 1993 وأيضا خلال محادثات السلام الأخيرة مع اسرائيل حيث كانت خسارته مقعده في اللجنة المركزية غير متوقعة.
وقال ناصر القدوة وهو ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات والذي فاز بمقعد في اللجنة المركزية لحركة فتح ان هذه نتيجة غير متوقعة وتمثل تغييرا كبيرا وهائلا.
وكذلك أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية لأول انتخابات تجرى منذ 20 عاما لاختيار اللجنة المركزية المؤلفة من 18 عضوا ان حركة فتح انتخبت هيئة تنفيذية عليا جديدة لم يبق فيها سوى أربعة فقط من عشرة أعضاء من «الحرس القديم».
كما فاز نحو 12 عضوا بمقاعد في اللجنة المركزية لاول مرة من بينهم مسؤولان امنيان بارزان سابقان هما محمد دحلان وجبريل الرجوب.
وقالت مصادر في لجنة الفرز ان عدد الاعضاء الفائزين من الجيل القديم اربعة وهم ابوماهر غنيم وسليم الزعنون وعباس زكي ونبيل شعث. فيما فاز حسب النتائج الاولوية من الجيل الجديد للحركة 14 عضوا وهم محمود العالول عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح ومروان البرغوثي الاسير في السجون الاسرائيلية وناصر القدوة وزير الخارجية السابق وجبريل الرجوب عضو المجلس الثوري السابق. بالاضافة الى توفيق الطيراوي مسؤول جهاز المخابرات السابق وصائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير وعثمان ابوغربية المسؤول السابق للتوجيه السياسي. كما فاز ايضا جمال محيسن محافظ مدينة نابلس ومحمد اشتيه الوزير في حكومة سلام فياض وعزام الاحمد عضو المجلس التشريعي ومحمد المدني محافظ بيت لحم السابق وسلطان ابوالعينين امين سر حركة فتح في لبنان وحسين الشيخ مسؤول الارتباط الفلسطيني ونبيل شعث ممثل الرئيس الفلسطيني في مصر.
وفي معرض تعليقه على النتائج، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي جددت له الحركة رئاستها بالتزكية، في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (وفا) ان «غالبية اعضاء اللجنة المركزية من الجدد»، موضحا ان النتائج النهائية لانتخابات اللجنة المركزية للحركة ستصدر رسميا في بيان للجنة الاشراف على الانتخابات.
بدوره اكد عضو اللجنة المركزية المنتخب جبريل الرجوب لوكالة فرانس برس «اليوم فتح موحدة وقوية وتتوجه للشعب الفلسطيني والعالم برؤية سياسية حددها المؤتمر ستعمل على اساسها».
واعتبر ان «نتائج الانتخابات انقلاب على القيادة القديمة التي احتكرت حركة فتح عشرين عاما».
اما عضو اللجنة المركزية المنتخب محمد دحلان المقرب من الأميركيين فقال للصحافيين «امامنا من الآن مهام كثيرة اهمها تحديد العلاقة مع حركة حماس».
في هذه الاثناء، حدد عضو منتخب في اللجنة المركزية لحركة فتح ثلاث مهام رئيسية لقيادة الحركة الجديدة ابرزها السعي لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام الداخلي.
وقال نبيل شعث، الذي احتفظ بعضوية اللجنة المركزية في انتخابات الحركة في مؤتمرها العام السادس، «ان اول مهام اللجنة المركزية المنتخبة سيكون التركيز على الوضع الداخلي للحركة بما يضمن اعادة بنائها». واضاف شعث ان المهمة الثانية ستنصب على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لانهاء الانقسام الداخلي، في حين ان المهمة الثالثة امام اللجنة المركزية لفتح «تتمثل في العودة الى الهدف الاسمى لتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
ولم تخل الانتخابات من اتهامات بالتزوير، حيث اكد عضو الهيئة القيادة العليا لحركة فتح في قطاع غزة احمد نصر في تصريح صحافي صحة الاتهامات التي وردت في تصريح منسوب له بوقوع تزوير.