يذبحني الإنسان اللي مسوي نفسه «أبو العريف» في كل شيء، تجده يفهم في كل شيء ورده جاهز لأي سؤال حتى لو لم يكن موجها اليه، فهو يفهم بالعلم والأدب والرياضة والسياسة والصحافة والطاقة النووية، مصيبة اللي يكون آخذ في نفسه مقلب، فهذا «الفيزيائي» لازم يعرف قدراته، ولابد أن يقول له ذلك إنسان آخر إذا كان صديقا او قريبا لأنه لو ترك على فهاميته هذه سيكون خطرا على نفسه ومجتمعه.
فهذا «الفيزيائي» آخذ في نفسه مقلبا ويوهم نفسه بأشياء وينسبها لنفسه وهو متأكد انها لا تخصه وليس له دخل في ذلك لأي موضوع كان، فمثلا تكتب مقالا واحدا في صحيفة وتدعي بعدها انك من كبار الصحافيين امام من لا يعرفك، او ان تعطي إنسانا فتوى معينة وتوهمه بأنك شيخ الأزهر، او تقول جملة واحدة باللغة الانجليزية وتدعي انك خريج كامبريدج أو... أو... أو... الخ.
فهذا «الفيزيائي» او «ابوالعريف» يجب ان ينبهه من حوله بقدراته ووضعه كي لا يصل ذلك الى مرحلة المرض، لأن مثل هذا ا لإنسان لو استمر في طريقته هذه سيؤذي نفسه ومن حوله، وسيشكل خطرا على مجتمعه.
وان استمر بهذه الوضعية فسيكون أشبه بالديك الذي يعتقد ان الناس تصحوا في الصباح الباكر لسماع صوته الجميل مع ان العكس هو الصحيح.
فيا إخوان، قناعة الإنسان بذاته على ما هي عليه وحبه لنفسه شيء رائع جدا، فلنحب أنفسنا كما هي ولتكن قناعتنا بوضعنا مقصدنا، فالقناعة كنز يجب ان نحافظ عليها، ولنرتق في تعاملنا مع الغير ونترك عنا «المهايط» اللي يأذي صاحبه.
وآخر كلام: يجب علينا ان نضع حدا لكل من يدعي انه «ابوالعريف» لكي نساعده في ان يحافظ على ذاته ووجوده ولنمنع خطره عن المجتمع.
[email protected]