الاشتياق للوطن إحساس رائع وممتع، فمهما بعدت عنه للدراسة او السياحة او العلاج يبقى الشوق له في القلب، وليس هناك بديل للوطن.
ابتعدت الفترة الماضية عن وطني لظروف العلاج أحسست حينها بأن الغربة تزيد المرض ولا تقلل منه، نعم ان السفر ممتع وكسر للروتين والراحة ولكن يبقى الوطن هو الحب الحقيقي والحنين له شيء ممتع.
لندن تلك العاصمة البريطانية أفضل الأماكن للراحة والاستجمام والعلاج والسياحة، فعلى مدى أكثر من 30 عاما وأنا أتردد على هذه المدينة، أحببتها وأحببت النظام والترتيب بها، وكما ذكرت في مقالات سابقة إني أعشق بلدين هما وجهتي الأولى في السفر هما لندن ومصر.
وأثناء فترة وجودي كنت أتحاور مع الأصدقاء حول إيجابيات وسلبيات العاصمة البريطانية ووجدت ان بها من الإيجابيات الكثير والتي أتمنى ان يُعمل بها عندنا في الكويت ولكن..!
هذه المدينة التي يدخلها صباحا للعمل اكثر من مليوني شخص ويغادرها في الخامسة مساء نفس هذا العدد أو ربما أكثر، ولكن لن تجد بها الزحمة المرورية التي نعاني منها ومازلنا، بالرغم من انه لا يوجد في لندن هذا الكم من الجسور التي تسهل حركة المرور! فالنقل الجماعي يخفف من الزحمة والذي يفرق كثيرا عن النقل الجماعي لدينا ولا توجد مقارنة.
جميع هذه الأمور الإيجابية التي توصف بها تلك العاصمة وهو شيء طبيعي بالنسبة لسكان المدينة ولم يتغير شيء من عشرات السنين، ولكن السؤال الغريب الذي سألته لنفسي أكثر من مرة هو ما سر اختفاء القطط من جميع شوارع لندن؟ هل ذلك بسبب النظافة الزائدة ام قلة المواد الاستهلاكية في حاويات القمامة؟ بعكس «العتاوية» التي عندنا والمحتلة حاويات القمامة والنظرة العجيبة من هذا «العتوي» اذا فكرت في مجرد ان تنظر إليه مجرد نظرة.
وفي المقابل، نحمد الله على النعمة التي نتمتع بها في بلدنا والتي نشكو منها كمواطنين وهي الغلاء المعيشي، فنحن يا اخوان في نعمة نحسد عليها من قبل الكل، فإن دخلت اي جمعية فإنك «تترس عربانتين» ولا تتعدى قيمتها عشرات الدنانير، والعكس تجده في لندن فإنك تدفع مبالغ كبيرة مقابل أشياء بسيطة، وفي النهاية تسمع كلمة طالما أضحكتني وهي «do yo need abag»، بمعنى ان الكيس الذي تضع فيه مشترياتك يجب عليك شراؤه، وهذه الكلمة بالرغم من انها مضحكة إلا انها ترفع الضغط.
آخر كلام: الحمد لله على نعمة الأمن والأمان التي نتمتع بها في بلدنا الحبيب.. بلد الخير.
وكل الشكر لكل من تواصل معي من الأقارب والأصدقاء والزملاء وبالأخص الأخ العزيز والزميل الفاضل «أبوأحمد» مسؤول صفحة «آراء» والشكر موصول للدكتور فيصل الشطي من مكتبنا الصحي في لندن على حسن تعامله وسعة صدره.
[email protected]