Note: English translation is not 100% accurate
مقاومون: حققنا امتياز كسر أحادية القوة الإسرائيلية
الأربعاء
2006/8/30
المصدر : الانباء
حالة من الذهول تنفض عنها غبار المعركة وتسكن شظايا المرحلة: الأهالي هنا يحاولون التماس خط الموت والتخفيف من دور الدمار بالمقارنة مع مشهد المربع الأمني في حارة حريك الذي سوي أكثر من 60% من مبانيه بالأرض.
وأنت تنسل من خفايا المشهد الى الأمام، تكبر الفاجعة وتتخطى الرؤية الطبيعية لواقع مهول: تتبدى هيروشيما وناغازاكي واقعا مجسدا والمرء على حدود المربع الأمني للضاحية الجنوبية.
تواكب الجغرافيا نزولا مع الجسور المتهاوية ورائحة الموت المنتشرة على طول حدود العدوان. المنطقة المنكوبة تستقبلك بابتسامات الأهالي ولافتات النصر وأعلام المقاومة ولجان التعويضات ومخيمات التطوع التي استفردت بمشهدية وطنية جديرة بالملاحظة، حيث المتطوعون من كل الأطياف والانتماءات السياسية يساهمون في رفع «أثقال» العدوان الاسرائيلي عن كاهل تلك المنطقة.
لا حدود هنا لالتقاط الأنفاس: بين مبنى وآخر، ترتسم حكايات شرفات لم تزل صالحة للسكن ولكن بلا منزل، شرفات وواجهات صامدة على الأرض. كلاهما، حارة حريك وبئر العبد يستلان منبر المواجهة بتسريع أعمال الجرف والعودة الى وتيرة الحياة الطبيعية. قناة «المنار» التي تقع في الشارع العريض للحارة تواصل مقاومتها وتبث مباشرة من أرض المعركة، على ايقاع الجرف المتواصل بعد ان خصصت استديو لها في الهواء الطلق.
عند المفترق الى شمال القناة، تبدو المؤسسات الاعلامية والاجتماعية التابعة لحزب الله ركاما غارقا في الركام وثمة أناس يروحون جيئة وذهابا في اطلالة أخيرة على المكان.
تكثر الأحاديث هنا وتتفاعل الأحاسيس، يقولون ان عجوزا من آل بريقع من جنوب لبنان وصل الى المنطقة وشاهد بأم عينه منازل أبنائه وقد سويت بالأرض، فمات بجلطة قلبية.
الموت الهادئ لا يقف عند حدود المأساة المادية: يتحدثون عن عروس قررت قضاء الصيف في منطقة البقاع لتعود بعد ان «فرشت» أثاث منزلها بأناقة زاهية، ولكن العودة كانت «سوداء» والمنزل قد اختفى وبات «ترابا».
ما بين الرويس والحارة لا تشتم سوى رائحتين: رائحة الجثث أو بقايا الجثث التي مازالت تحت الانقاض وتنبعث منها روائح كريهة، ورائحة المواجهة بالعمل الحثيث حيث ورشات العمل قائمة على قدم وساق في المنازل المزنرة بالسواد واللافتات.
بعد أمتار من «المنار»، يقاوم أصحاب المنازل شبه المدمرة على طريقتهم و«يزرعون» اللافتات على الشرفات المتهاوية تنص على ان «عالم اليوم لا عدالة فيه وتسأل: أين مروءة الحرب؟ في تلك المنازل، ثمة جهود شخصية يقوم بها أفراد لإصلاح ما يمكن إصلاحه وبينهم علي جانبيه الذي أعاد العمل بصالون الحلاقة ومن دون ان يطرأ اي تغيير على الأسعار.
يقول علي: «80% من الزبائن عادوا والبعض الآخر سافر، لم أكن أتوقع ان يبقى صالون الحلاقة سالما».
كان علي يتفقد محله بين وقت وآخر أيام العدوان، لكن قبل يومين من وقف اطلاق النار ونتيجة الضغط والقصف على المنطقة المحيطة به، انفصل الباب الحديدي، الواجهة، عن موقعه، والاخوة، يقصد حزب الله، قاموا بالكشف اللازم لتعويضنا.
يتبع...
اقرأ أيضاً