ان صاحب الحق لا يخشى من المواجهة وابراز ما لديه من حقائق يستطيع ان يقنع بها من أمامه وكل من يسمعه ويتابعه، أما المريب والمتردد وفاقد الثقة في نفسه فهو من يتجنب المواجهة والظهور أمام الناس والدفاع عما يعتقد ويؤمن به من أفكار وما يقوم به من أعمال.
هذه هي مشكلتنا المزمنة مع الحكومة والتي تتبع سياسة الاستتار والتردد في كثير من القضايا المهمة والحساسة وتترك العنان للقيل والقال وبعض الجهال حتى يضيع الناس بين كثرة التصريحات والأقاويل وما يذكر في وسائل الإعلام المختلفة، والوزير صاحب العلاقة يتفرج ولا ينطق بعبارة واحدة وانما يستعين بصديق من النواب او الصحافيين للدفاع عنه ومواجهة خصومه السياسيين بمقابل لا يعلمه الا الله من مقدرات وأموال هذا الوطن.
أما عدم مواجهة رئيس الوزراء والوزراء للناس عبر وسائل الإعلام المختلفة وشرح ما لديهم من خطط وأفكار وبرامج والرد على كل ما يثار عليهم فهو مكمن المشكلة وأساس الأزمات.
ان المواطن البسيط ضاع بين الغرماء السياسيين ولا حراك من قبل الحكومة لوضع حد لكل ما يقال وينشر، اتذكر في نهاية الثمانينيات ان الحكومة الكويتية قررت رفع العلم الكويتي على ناقلات النفط الكويتية ابان حرب الخليج وقد ثارت ردة فعل عنيفة محلية وخارجية على هذا القرار فما كان من سمو رئيس الوزراء الشيخ سعد العبدالله، آنذاك، إلا أن عقد مؤتمرا صحافيا حضرته وسائل الإعلام المحلية والعالمية وأوضح دواعي ومبررات هذا القرار ورد بكل ثقة وتمكن على أسئلة الصحافيين والإعلاميين من شتى دول العالم وبأكثر من لغة حيث اشاد به كل من رآه وسمعه وقطع الجدل الدائر حول تلك القضية ووضع النقاط على الحروف.
أما الآن فلدينا وزراء أكاد اجزم بأنه لم يرهم احد يتكلمون، ولدينا وزراء لا يستطيعون الظهور في وسائل الإعلام مباشرة ومواجهة الناس لأنهم لو فعلوا ذلك فستظهر البلاوي المختفية والامكانيات المتواضعة وعندها نعرف سبب هذا التردي الذي نمر به.