نعيش في الكويت هذه الأيام أحوالا مضطربة، فمع استجواب وزير الإعلام تحدث البعض عن الكثير من الاحتمالات حول مستقبل الحكومة ومجلس الأمة الحالي.. ولأننا نعيش هذه الأجواء غير المستقرة فمن الواجب علينا أن نتمعن في الأسباب التي تجعل دائما هناك حالة من الاحتقان بين المجلس والحكومة.
فكثيراً ما توجه السهام للحكومة من النواب حتى وإن كانوا موالين لها ونشاهد تمثيليات محفوظة بين هذا وذاك والسبب غالبا هو ضعف الأداء وضعف الموقف الحكومي وحتى ضعف النواب كذلك الذين جاءوا عبر صناديق الاقتراع نعم.. ولكن بعد أن اختارهم أغلب الناخبين على أساس فئوي قبلي طائفي بغيض.
ما الحل إذن؟! سؤال يجب أن يوجه لجميع الكويتيين صغارا وكبارا لعل أحدهم يجد الحل الشافي الذي يريحنا من كل هذه المهاترات المستمرة على مدار سنوات طويلة لا نفذت خطط التنمية ولا حلت العقد التي نعانيها منذ سنوات.
في رأيي المتواضع أرى أن وجود حكومة قوية صاحبة قرار جريء دون مهادنة ودون مواربة هو الحل الأمثل للحد من التشابك مع القوى السياسية.. حكومة يكون وزراؤها على قدر المسؤولية ولديهم رؤية مستقبلية شاملة واضحة محددة ببرنامج زمني لا تحيد عنه وهو ما يحقق الإنجاز ويجعل الجميع ينتظر ليرى ماذا ستفعل.
السؤال هنا أيضا هل لدينا هذه النوعية من الوزراء القادرين على الحزم والحسم في كل القضايا الأمنية والخدمية التي تجعل المواطن مطمئنا من غدر المتربصين ومطمئنا للحصول على حقوقه في الرعاية والعناية؟
الإجابة نعم هناك كثيرون من أبناء هذا الوطن لديهم هذه الشجاعة وهذه الروح ولهم تاريخ مشرف وهم أيضا من الشباب الذين يعول عليهم في خلق مستقبل أفضل ومن هؤلاء رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر العلي الصباح.
الشيخ ثامر ابن المرحوم الشيخ علي الصباح وزير الداخلية الأسبق نشأ في كنف والده ونال من الخبرة ما يكفي بطبيعة النشأة في منزل له باع طويل ومشرف في العمل السياسي والعمل العام.
الشيخ ثامر العلي شخصية لافتة بخبرته رغم عمره الصغير.. شخصية لافتة بالمناصب التي تقلدها والتصريحات التي يطلقها بين حين وآخر تشهد له بالجرأة والشجاعة والوضوح ومنها تصريحه حول الخلية الإرهابية الإيرانية والتي سماها بمسماها الحقيقي.
هناك أناس آخرون من أمثال الشيخ ثامر من رجال الصف الثاني هم أحق بالفرصة وأن يعتلوا المناصب المهمة في الدولة ووزاراتها ليعملوا على حل العقد والألغاز التي باتت متأصلة منذ سنوات.
نحتاج إلى شباب الصف الثاني في المناصب القيادية بعد أن فشل بصراحة هؤلاء القدامى في إضافة أي جديد أو إعانة المواطن على مواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها اقتصاديا واجتماعيا.
لا ننكر أن في الحكومة الحالية شبابا دون أن نسميهم ولكنهم معروفون وهم لم يقدموا سوى الوهم للشعب.. لذلك ليس كل شاب مؤهلا كما ليس كل كبير مؤهلا ويتمتع بالخبرة والفطنة.
مهم أن ننتبه للصف الثاني وأن نمنحه الفرصة كما في كثير من بلدان العالم التي تجاوزت في سنوات ما لم نحققه نحن في عقود حتى أصبحنا في ذيل الركب.. انظروا لدولة الإمارات العربية الشقيقة وسترون الفرق بين الفكر لديهم والفكر لدينا.
[email protected]