سعود المطيري
نظمت كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت ندوة توعوية حملت عنوان «كيف نحمي انفسنا من إنفلونزا الخنازير» (h1n1) تحت رعاية عميد الكلية د.عبدالرضا اسيري، حاضر فيها استشاري الصحة العامة ومدير ادارة الصحة العامة في وزارة الصحة وعضو اللجنة العليا للوقاية من انفلونزا الخنازير ورئيس اللجنة الاعلامية للمرض د.راشد العويش.
وقال العويش ان مرض انفلونزا الخنازير بدأ في الظهور اعلاميا تقريبا منذ شهر ابريل الماضي بعد ان انتقل من الحيوان الى الانسان في المكسيك وبدأ في الانتشار الى ان وصل الى الولايات المتحدة الاميركية، مشيرا الى ان المرض قديم وموجود في الخنازير الا انه انتقل حديثا الى البشر بسبب تحور الڤيروس. وتحدث العويش عن تاريخ الڤيروس وكيف انه ظهر ما يشابهه مسبقا في اسبانيا وكيف يعتقد الكثيرون انه كان من اسباب انهاء الحرب العالمية الأولى لاصابة الجنود بعد ان اصاب نصف سكان العالم تقريبا، موضحا الاختلاف فيما بينه وبين مرض انفلونزا الطيور الذي كان يقتصر على الانتقال الى الاشخاص من الحيوان ثم يتوقف دون ان ينتقل من انسان الى اخر.
وقال العويش ان الشخص المصاب والحاضن للڤيروس قد ينقل المرض الى غيره حتى قبل ان تظهر عليه هو نفسه اعراض الانفلونزا.
وفيما يتعلق بالاعراض قال العويش ان اعراض انفلونزا الخنازير لا تختلف كثيرا عن اعراض الانفلونزا الموسمية ولكن من ابرزها ارتفاع درجة الحرارة الى 37.8 مئوية او 100 فهرنهايت وبعض الحالات تصل الى 38 مئوية، مضيفا ان من ضمن الاعراض رشح الانف ولكن يميز انفلونزا الخنازير آلام الجسم المختلفة والقيء والاسهال، مستدركا بأنه لا طريقة للمعرفة اليقينية الا الفحص المخبري، مشيرا الى ان الفحوصات المخبرية الخاصة بسيطة جدا وليست مؤكدة بشكل كبير لان فحصها سريع يعتمد على التفرقة بين الانواع وليس الفصائل، فمثلا ان ظهرت نتيجة الفحص ان الڤيروس ليس من ضمن الـ a فهو مؤكد انه ليس انفلونزا الخنازير، ولكن ان ظهر انه من ضمن الـ a فانه قد يكون انفلونزا عادية موسمية او انفلونزا خنازير، مبينا ان فحوصات وزارة الصحة دقيقة للغاية وهي الافضل لتوافر الفحص المخبري الكامل.
واضاف العويش ان الڤيروس يستطيع العيش خارج الجسم مدة ساعتين تقريبا، ولذلك يجب غسل اليدين بالماء والصابون عند ملامسة الاسطح دوما، اضافة الى ضرورة استخدام منديل الورق او القماش دائما عند السعال او العطاس او على الاقل بالكم المرتفع للقميص وليس اليدين حتى يتجنب الشخص نقل العدوى لنفسه او غيره عند المصافحة ونحوها ثم طرح المنديل في القمامة واغلاقها جيدا.
وقال انه عند ظهور الاعراض فيجب على المصاب التوجه الى الطبيب فورا وعدم مغادرة المنزل بعد ذلك والمحافظة على مسافة المتر مع محدثيه، مضيفا ان وزارة التربية بطبيعة الحال وكما سمعنا من الوزيرة ستطلب شهادة بوجود المرض في حال تغيب الطلبة عند عودتهم.
وتحدث العويش عن علاج وتطعيم المرض والمخاوف التي صاحبت موضوع التطعيم مقللا من شأنها، مبينا ان هناك نظاما للاستيراد لا يأتي التطعيم الا من خلاله، مبينا ان وجوده لمدة سنوات في الوزارة ساهم في رؤيته لعدة طعوم دخلت البلد وساهمت في القضاء على العديد من الامراض ومنها شلل الاطفال، مبينا ان المرض ظهر منذ 6 أشهر تقريبا وتم وضع الدراسات من شركتي دواء معروفتين كبيرتين لانتاج التطعيم بترشيح من منظمة الصحة العالمية بشكل خضع للدراسة، مبينا ان الاعراض الجانبية المذكورة فيما يتعلق بالتطعيم والمواد التي يقال ان التخوف منها هي نفسها الموجودة في الكثير من اللقاحات الاخرى في ورق التوعية المصاحب لاي دواء كلقاح الانفلونزا الموسمية وغيرها وهي نادرة الحدوث بشكل كبير جدا لمن يتناولها ولكن التضخيم من الانترنت ساهم في نشر التخوف، مبينا على سبيل المثال انه يستطيع ذكر الاعراض الجانبية لدواء «البنادول» المعروف بصورة اعلامية تجعل الجميع يعرض عنه، مشيرا الى ان التطعيم حصل على شهادة من الاتحاد الاوروبي وغير ذلك من دراسات وبدأت دول اوروبا في تناوله بالفعل، ذاكرا ان تناول التطعيمات المختلفة التي توفرها الوزارة يحمينا من المرض وانتقاله وساهم في حمايتنا من الموجة التي قد تأتي من المرض في شهر مارس المقبل. ونصح العويش بتناول التطعيم من مراكز الصحة الوقائية، مبينا ان الكويت طلبت مليوني لقاح وصل منها تقريبا 145 ألف بنهاية الاسبوع المقبل تقريبا ستكون في مراكز الصحة الوقائية، مشيرا الى ان الكمية المحدودة التي وصلت الآن قد ترغمنا على تحديد النماذج المستهدفة والمعرضة اكثر لمضاعفات المرض لتناولها ومنها طلبة المرحلة الابتدائية على سبيل المثال، حتى تصل الكميات المطلوبة كاملة.
وفيما يتعلق بالعلاج ذكر العويش ان دوائي التاميفلو ووريلينزا اثبتا كفاءتهما في مكافحة المرض وعلاجه وتقليل انتقال العدوى عندما يؤخذان من اليوم الثاني من الاصابة، مبينا ان الغالبية العظمى من الحالات تستجيب للعلاج خلال يومين او ثلاثة او فيما لا يتعدى الخمسة ايام تقريبا ولكن حالات اخرى قليلة جدا ومحدودة هي التي قد لا تستجيب احيانا، موضحا ان التاميفلو كان موجودا سابقا لعلاج انفلونزا الطيور ولكنه عاد الآن الى الحياة لمعالجة انفلونزا الخنازير، نافيا الاقاويل بان التطعيم سيكون للاطفال اجباريا.