في بداية الثمانينيات عندما كنت طالبا في جامعة الكويت، قام أحد الأساتذة واذكر اسمه «حسن نجم» بتوبيخ احد الطلاب لسبب ما متعلق بالمادة الدراسية، عندها خرج الدكتور عن موضوع المحاضرة وقال ان الانسان لا يحس بقيمته اذا مر يومه ولم ينجز به عملا، او يحصل على معلومة مفيدة، وقال ايضا ان الانسان لو تعلم باليوم الواحد كلمة او جملة او معلومة مفيدة، سيكون عنده مع مشوار عمره كم هائل من المعلومات التي يمكن ان يفيد بها نفسه او مجتمعه، ان الثقافة والعلم لا يرتبطان اساسا بالشهادة الاكاديمية فقط، فالحياة مليئة بالخبرات ولابد للانسان ان يستفيد منها ويفيد غيره، لذا وجب علينا عندما نحصل على اي معلومة ان نحاول ايصالها للغير ولا نكتنزها ويكون شعارنا IN&OUT.
وهنا اتعجب من البعض والذي يمر يومه وهو نائم اغلب وقته وبقية يومه يقضيه في امور لا تفيده، وهذه مضيعة للوقت، والكثيرون مع الأسف تنطبق عليهم هذه الصفات فيمر يومهم دون اي طعم ولا يحسب من ايام عمرهم، لذا وجب علينا ان نحاول ان نستثمر كل دقيقة من يومنا في انجاز اي عمل او اكتساب اي معلومة نفيد انفسنا وغيرنا بها.
فالله سبحانه وتعالى وزع الثروات في الكرة الارضية توزيعا عادلا، ولكن العيب فينا نحن البشر في سوء استغلال هذه الثروات، وكذلك خلق الله سبحانه وتعالى الكائنات الحية لأسباب ولكل منها دوره في هذه الحياة لكي يتم التوازن البيئي.
ومن أصغر هذه الكائنات حجما تقريبا الذبابة، وانا متأكد ان الكثير منا سأل نفسه هذا السؤال وهو: ان كانت هذه الذبابة تشير الى القذارة فلم خلقها الله سبحانه وتعالى؟!
هناك عشرة انواع من الذباب نعرفها ولكن الحقيقة هناك 100 ألف نوع منها، وعمرها لا يتعدى 14 يوما وهناك نوع واحد فقط يعيش ليوم واحد فقط.
من فوائد هذه الحشرة هي ان يرقات الذباب المطهرة تستخدم في علاج الحروق والجروح، وجسد الذبابة يحتوي على الكثير من المضادات الحيوية لأنها تحمل البكتيريا الضارة لذلك زودها الله بهذه المضادات الحيوية.
وافضل طريقة للحصول على هذه المضادات الحيوية هو غمسها في سائل، كما ان للذباب فوائد اخرى، فبعض الدراسات تشير إلى أن وجود الذباب يساعد في تنقية الهواء وكذلك وجوده بأي مكان هو اشارة او دلالة على ان المكان غير نظيف.
ولو ان الذباب يعيش اكثر من عمره لغطى الكرة الارضية خلال عام واحد.
وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم ينصحنا فيه بانه اذا وقعت الذبابة في إناء نقوم بغمس الذبابة فيه لان احد جناحيها به الداء والآخر فيه الدواء.
وانا هنا لا اريد ان يكون موضوعي علمياً او اعطاء معلومة عن هذه الحشرة، ولكن ما اقصده هو ان الكائنات التي اوجدها رب العالمين واو صغر حجمها فلها فائدة، ونحن بني البشر ميزنا الله عن سائر الكائنات بالعقل ونعمة الايمان لكي نستفيد منها ونفيد الغير.
وآخر كلام.. ان هذه الحشرة القذرة صغيرة الحجم لها فائدة، ونحن بني البشر نملك الصحة والعقل بفضل الله، فلم لا نستغل النعمة التي انعم الله بها علينا في خدمة انفسنا ومجتمعنا!
[email protected]