حين صدرت روايتي الأخيرة بذات العنوان أعلاه.. لم أتوقع تلك الردود العنيفة التي أتتني من قرائها.. تلك التعبيرات الشاكية الناحبة الحزينة.. كل يدلو بدلوه.. وفق رأي ومن منظور تجربة وتحت تأثير مشاعر وأحاسيس..
لم أتصور اني عبر أحداث رواية خيالية أن أضع أصابعي لتضغط بعنف وقسوة على جروح صدئة ولم أتخيل أن ألمس تجارب أمهات إن لم أقل وأيضا آباء عانوا معاناة قذرة من قسوة ابن أو هجره.. من عقوق بنت أو ثورتها.. من كلمات هي أقسى من الفعل..
كل قال لي هي تحكي تجربتي.. تعبر عن معاناتي.. تقص حياتي..
بكيت بفعل ردود الفعل.. أنّبت ذاتي أن أثارت مشاعر سلبية لدى من قرأ.. ندمت في أحيان على حبكة صغتها وفق فكرة تمكنت من عقلي وفكري فأخرجت رواية بدل أن تكون نصيحة لأبناء صاروا عبئا لوالدين قال الله عنهما: (ولا تقل لهما أف) وإذا بالغالبية تقول (أف) أي زمان نعيشه ! هل هو آخر الزمان؟
أعلم أن هناك في الجانب المشرق أبناء بررة وأمهات سعيدات ببر وتواصل ورحمة وأن هناك آباء يفخرون بأبناء..
وكما يقال «الشر يعم» أين الخلل؟ ربما بتدليل فاق المعقول.. ربما بقسوة اختفت تحت بند المصلحة.. قد تكون الظروف اختلفت.. تطورات الحياة لها دورها.. الانفتاح على مجتمعات تختلف ثقافة ودينا وروحا.. انتشار الفساد في دخول فئات ضالة تتاجر بجسد وخمر ومخدرات.. بانتشار السحر.. بسوء اختيار الشريك لابنة وابن.. لأمور عدة..
الغريب كيف يخضع ابن لزوجة فيترك أما؟.. يعلم الجميع أنها الجنة والنار وأنك كما تدين تدان.. أو يمنع الزوج تواصل زوجته مع أهل متناسيا أن الله يمهل ولا يهمل.. أو أن يحيد الأبناء عن سلامة العقل والتفكير ليكونوا ندا يقف متحديا لرأي أم أو توجيه أب.. المؤكد ضعف الوازع الديني..
رغم... انتشار طرق التواصل الاجتماعي وبروز أدعية عديدة وأغان كثيرة مؤثرة تنادي ببر الوالدين.. بالتذكير بوصلهما لدرجة الطلب بإسعاد وإدخال السرور لقلبهما قبل أن ينطقا من مجرد نظرة أو كلمة أو التفاته..
فعلا أحزنتني كثرة التجارب المؤلمة.. ردود الفعل العنيفة.. كميات الحزن والحسرة.. تألمت حين حادت روايتي عن مسارها.. رغبت في إبراز دور الأم والحنو عليها لا أن أزيد ويلاتها..
عذرا لكل أم ساهمت بطريق غير مباشر بإثارة مواجعها..