قبل أربع سنوات تقريبا كنت في «الفيوم» في مصر، وأثناء مغادرتي للمنطقة قبل غروب الشمس بقليل طلب مني السائق الذي يرافقني التوقف أمام بحيرة قارون، حيث يتجمع الصيادون لبيع «سمك موسى» ومع إلحاح السائق توقفت لشراء السمك للسائق وطلبت من البائع أن يضيف لي بعض السمك، وفي تلك اللحظة اتصل بي أحد الأصدقاء وطلب مني عدم التوجه إلى الفندق والاتجاه إلى منطقة المهندسين حيث يتجمع بعض الأصدقاء ودعوتهم لي للعشاء، وبالفعل اتجهت لتلبية دعوة العشاء، وعندما وصلت إلى وجهتي طلبت من «الشغالة» أن تأخذ السمك الذي يخصني وترك الباقي للسائق، وطلبت منها إضافة السمك على العشاء، ولكنها استأذنتني بأن تأخذ السمك لها بحكم أنها انتهت من إعداد وجبة العشاء، وكان أحد المدعوين شخصا مصريا صديقا لنا يسكن في روض الفرج اسمه «أبوالمجد» حيث قال «للشغالة» إنه سيأخذ السمك ورفض أن تأخذه هي وأثناء عودتي للفندق قال السائق إنه بحث في سيارته ولم يجد حصته من السمك، ويبدو أن «الشغالة» أخذت جميع السمك بدون قصد.
وبعد عدة أيام كلمني صديقنا «أبوالمجد» وقال انه أخذ السمك إلى منزله، وبحكم عدم وجود ثلاجة في منزله، قام ووضع السمك عند جاره في المنطقة، والذي يبدو أنه طمع في السمك فأعطاه إلى مطعم مجاور له ليشويه، وبعد أنه وضعه صاحب المطعم في الفرن، ومع انشغاله بأشياء أخرى نسي السمك لفترة طويلة فاحترق، ما اضطره إلى رميه ليكون وجبة دسمة للقطط.
هذه قصة حقيقية وليست من وحي الخيال، فسبحان الله كل شيء مقسوم، في البداية السائق طلب السمك، وبعده الشغالة، وبعدهما صديقنا أبوالمجد، ثم جاره، لينتهي به المطاف في بطن القطط، فهذه السمكة وهي في البحر مقسومة لشخص ما، والله سبحانه وتعالى هو مقسم الأرزاق.
وما أريد الوصول إليه من خلال هذه الأحداث هو أننا يجب أن نرضى بنصيبنا وقسمتنا وما يكتبه الله لنا، فسبحانه مقسم الأرزاق.
وآخر الكلام: «يا بني آدم لو جريت جري الوحوش غير رزقك ما تحوش»، فلنرض بما قسم الله لنا ولنرض بالقضاء والقدر وقسمتنا ونحمد الله على كل نعمه.
[email protected]