وطنية الكنغر.. نعم.. وطنية الكنغر.. مصطلح جديد يمكن إطلاقه على تلك الفئة التي تتنقل بين المبادئ والتوجهات والأفكار.. تلك الفئة التي تلعب على كل الأوتار وتمسك بالعصا من المنتصف.
هؤلاء مدعو الوطنية الذين لا يسعون إلا إلى مصالح خاصة هم دائما مع الرابح حتى وإن كان على خطأ.. يتقدمون الصفوف مع المعارضة تارة ومع الموالين المطبلين تارة.. ليس لديهم مبدأ واضح ولا مفهوم ثابت، حيرونا كيف نصنفهم ولم نعد نعلم ما هي ردود أفعالهم، لكن الثابت هو أنهم دائما ما يحسبونها وفقا لمصالحهم الخاصة.
قد تحترم المطبل عندما يتمسك بالمبدأ وعندما يظل يطبل في السراء والضراء، ولكنك حتما لن تحترم من يطبل تارة ويعارض أخرى ليس عن اقتناع ولكن وفقا للمصلحة فما أخطر هؤلاء على العمل الوطني وما أظلمهم لأنفسهم قبل ظلمهم للقضايا المطروحة والتوجهات الواضحة!
انهم فئة معروفة.. مكشوفة.. تستطيع معرفتهم بوضوح إذا ما راجعت مواقفهم وتصريحاتهم، ومن الواجب على الشعب استبعادهم من حساباته القادمة، سواء كنت معارضا أو متفقا مع الحكومة عليك أن تستبعد هؤلاء، فهم ليسوا معك ولن يظلوا معك يا صاحب المبدأ والكلمة الصادقة.
ما نحتاجه اليوم هو الفرز بين الحريص على المواطنة والحريص على المصلحة، ما نحتاجه اليوم هو الإدراك والوعي ولعلي أثق في المواطن الذي أصبح لديه الكثير من الوعي بعد هذه السنوات الطويلة من العمل الديموقراطي الذي تتمتع به الكويت منذ سنوات طوال وكانت رائدة في هذا العمل في المنطقة كلها.
أصحاب «مواطنة الكنغر» هؤلاء لعبوا كثيرا على تمزيق وحدة الصف وخلقوا لنا صراعات وهمية عنصرية زادوا الخلاف ووسعوا الهوة ونجحوا لحد ما في تشتيت الشعب، وفي تشويش فكره لكننا نثق في فطنة الشعب الذي سيفرق بين صاحب المبدأ وبين الذي يتاجر بالمبادئ.
وما يجب أن يفهمه هؤلاء أن الوطن للجميع وأن المواطنة الحقة هي التي تستوعب الجميع في ظل الديموقراطية والحرية.. وحتما والأكيد أنه لم يعد لهؤلاء مكان بيننا، وبات عليهم أن يعودوا إلى جحورهم وإلى المستنقعات الفكرية التي خرجوا منها.
[email protected]