كنت مما يخشون العلاج في مستشفيات البلاد، ودائما ما أحاول ان أتجه بوالدتي للمستشفيات الخاصة لعلاجها أو لمتابعة وضعها الصحي، وذلك لكثرة ما أسمع عن القصور وعدم الاهتمام والروايات الأخرى التي تقال هنا وهناك حول تردي الأوضاع الصحية في مرافقنا الطبية، ولكن وبعد تجربة مررت بها تأكدت ان الوضع الصحي في الكويت بخير وان هناك كوادر طبية وإدارية يحق لنا ان نفخر بها ونفاخر، بل ان تكون ذات تجارب يحتذى بها.
ففي ليلة الثامن والعشرين من رمضان، ومع ارتفاع أذان الفجر، جاءني اتصال بحدوث عارض صحي طارئ لوالدتي، وما هي إلا دقائق حتى كنت أنا وهي في احد المستشفيات الخاصة بالعاصمة لوجود ملفها الصحي فيه، وبعد كشف الطبيب وإفادته بأنها تتطلب إجراء عملية وبقاء مدة في المستشفى، قال لي ناصحا وبالحرف الواحد: اذهب بها لمستشفى حكومي، فما سيقدم لها هنا علاج بنظام فندقي لا أكثر، لكن الرعاية والاهتمام ستجدهما هناك. وبالفعل حملت والدتي الى المستشفى الأميري كونها سبق ان عولجت به، ومنذ ان أدخلت الى غرفة الملاحظة والاهتمام يحيط بها والهيئات التمريضية والأطباء يرعونها بعد الله حتى قرر الأطباء إدخالها الى الجناح بشكل عاجل لبدء مرحلة العلاج المطلوب، وخلال ذلك وطوال مدة بقائها لأكثر من عشرة أيام لم تتغير الرعاية ولم تقل، فقد كانت تحاط بعناية ورعاية صحية من قبل عدد من الأطباء وعلى رأسهم د.علي الجويعد الذي تابع حالة والدتي مرورا بملاك الرحمة د.روان اليوسف التي تابعت حالة والدتي الصحية عن كثب وبشكل يومي ومستمر، ما غيّر فكرتي عن الرعاية الصحية في مستشفيات الكويت او على الأقل بدل الصورة القاتمة المرسومة في مخيلتي عن رداءة هذه الرعاية وأكد لي ان الكويت تتفوق صحيا وتملك الإمكانات والقدرة، فلقد كان الجناح الأول خلية نحل من خلال الاهتمام التمريضي والطبي، ولم تخل الصورة من الجهد الإداري للمستشفى الأميري الذي يقف عليه مسؤول يشيد به الجميع وهو د.علي العلندا، ولا أنسى تعامل مسؤول العلاقات العامة الأخ جاسم النبهان الذي ذلل العديد من الأمور طوال هذه المدة.
وحقيقة الأمر ان الوضع الصحي في الكويت ان كان على مستوى ما شاهدت في المستشفى الأميري فإنه بخير، وان ما يقال حول ترديه أحيانا يحتاج الى إعادة تفكر، وان كان هناك قصور فيجب ان تطبق فكرة العمل بالمستشفى الأميري في باقي المستشفيات.
وأخيرا، ولله الحمد والمنة، دخلت والدتي مستشفى حكومي وهي تعاني من الآلام ووضع صحي متفاقم، وخرجت منه، والحمد لله، وهي بأفضل حال، وذلك بفضل الله قبل كل شيء ثم بجهود أبناء من وطني نذروا أنفسهم ليكونوا بلسما وشفاء لكل سقيم، وأقول للطواقم الطبية والتمريضية والإدارية بالمستشفى الأميري خاصة الجناح رقم واحد، كل الشكر على ما قمتم به، ولوزيركم الشاب الذي يقف خلف هذه الجهود د.جمال الحربي نقول «جزاك الله خيرا، وواصل جهودك فأنت بأعيننا».
[email protected]