إن علاقات دول الخليج العربي ببعض الدول العربية وبالذات تلك التي تربطها بهم روابط خاصة ينبغي أن تبقى في منأى عن أي تأثير بالحوادث الفردية وان شمولية المصلحة المشتركة بين الدول العربية ودول الخليج العربي هي التي ينبغي لها أن تسود لكن ما لم يدركه البعض وخصوصا الذين دأبوا على ممارسة التعالي والنظرة الدونية للآخرين أصبحت تسيئ للعلاقات فيما بينهم.
بعض الصحف وبعض الكتّاب سواء كانوا من دول الخليج او من بعض الدول العربية وأيضا بعض النواب أو ممثلي الشعب يقفون موقفا معاكسا لمصلحة بلادهم هؤلاء يصورون الأمر مخالفا تماما فيروجون أفكارهم الخبيثة من اجل شو إعلامي للبسطاء من الناس يريدون به توصيل معلومة لهؤلاء أن بلادهم هي الطرف الخاسر دائما بعلاقاتها الخارجية وبالذات مع بعض الدول التي هي صاحبة فضل في استمراريتهم، ورغم انه يعيش بيننا الكثير من الفاسدين والمفسدين الذين يتفننون باللعب على أوتار التفرقة والعصبية البغيضة فيما بينهم ان الاهتزازات التي تشهدها المنطقة هذه الأيام تختلف عن سابقاتها كونها تطول قلب النظام سياسيا وجغرافيا وتجري في مناطق كنا نعتقد أنها آمنة، كل ما حدث وسيحدث سيترك ندوبا عميقة في جسد المنطقة، ولقد أثبتت تطورات الأحداث الأخيرة كم هي الكويت تتسع بمحبة شعوب العالم واحترامهم، وذلك بفضل من الله ثم بفضل من أميرها وقائدها الشيخ صباح الأحمد الصباح راعي الإنسانية، حفظه الله ورعاه، وبفضل حنكته السياسية ولعلمه بأنه محاسب أمام الله، عز وجل، وأنه مؤتمن على أرضه وشعبه.
من يقرأ مشاكل وهموم أمتنا العربية في أوائل القرن الماضي يكتشف أنها نفس هموم ومشاكل هذا القرن وأن التاريخ يعيد نفسه والعجلة تدور ونحن لا نتحرك، لذلك أننا في هذه المرحلة التي نعيد فيها تقييم قدراتنا ومجتمعنا يجب أن ننظر الى مشاكلنا وان نعالجها بجدية أكثر، الكل في العالم يتحرك يريد التغيير والتجديد، ونحن ما زلنا نفكر هل نواكب عصر التغيير ام لا؟! قد تكون هناك حركات طائشة وخطوات متعثرة وآراء غير ناضجة ومع ذلك يبقى جوهر المسيرة واضحا نحو غد أفضل.
[email protected]