محمد راتب
بمناسبة احتفالات البلاد بالاعياد الوطنية، أطلق المركز العلمي عرض «بشارة فتح الخير»، تحت رعاية بنك الخليج، والذي يحكي قصة بحار إلى جانب مرحلة ما قبل النفط، متطرقا إلى مسيرة تصنيع البوم الذي يمتلك المركز واحدا منه، وكيفية قيام أمهر الصناع الكويتيين ببنائه بدقة وإتقان آخذين بعين الاعتبار الحسابات الرياضية الدقيقة.
من جهتها، قالت مديرة المركز العلمي رنا النيباري إن هذا العرض يمثل عراقة تاريخ الكويت وكفاح أجدادنا خلال رحلاتهم البحرية، مضيفة: اننا امام بوم فريد من نوعه، نفتخر بوجوده في مرسى السفن الشراعية في المركز العلمي، فبوم «فتح الخير» الشامخ هو البوم الأصلي الوحيد المتبقي من حقبة ما قبل اكتشاف النفط، حيث قام ببنائها علي عبدالرسول في الكويت في عام 1938 لصالح التاجر محمد ثنيان الغانم وأخيه ثنيان الغانم، واستغرق بناؤها 60 يوما وقادها النوخذة راشد المبارك وسليمان العيسى.
وبينت أن بطل القصة هو النوخذة عيسى يعقوب بشارة، وهو آخر نوخذة قام بقيادة البوم خلال رحلته، لافتة إلى أن العرض يحمل درسا قيما للأجيال المقبلة والحالية، وهو يقع ضمن الرسالة التثقيفية للمركز العلمي التي اضطلع بها خلال مسيرته.
بدورها، بينت مديرة الوسائل التعليمية ريهام الحبيب أنه وتزامنا مع احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية رغبنا في إحياء فتح بوم الخير الذي يعد تراثا شعبيا بحريا كويتيا ولكن بطريقة شائقة للصغار والكبار لنعيد لهم قصص الماضي، والرحلات التي قام بها ابناء الكويت قبل اكتشاف النفط.
وذكرت ان العرض مستمر حتى 13 مارس المقبل، بحيث تكون أوقات العروض من يوم السبت حتى الخميس كل ساعة ابتداء من الساعة 6 مساء حتى الساعة 9 مساء، ويوم الجمعة كل ساعة ابتداء من الساعة 6 مساء حتى الساعة 10 مساء، إضافة إلى ورش عمل للأطفال تسلط الضوء على الموضوع ذاته ولكن بطرق مختلفة وعلمية، متقدمة بالشكر لبنك الخليج وشركة الرئيسي وللكاتب المخرج أحمد دشتي الذي قام بإتمام هذا العمل.
أما الباحث والمؤرخ الكويتي د.يعقوب يوسف الحجي، فقال: إننا نحتفل بهذه السفينة ونفخر بها، لأن الكويت كانت في الماضي تصنع سفنها بنفسها، وكان الأطفال الصغار يحضرون مع آبائهم لتعلم هذه المهنة، مشيدا بصناع السفن ونواخذتها، مستعرضا قصة شراء البوم والتاريخ الذي يحمله.
وبعد ذلك تم تكريم مساعد المدير العام لإدارة الاتصال المؤسسي لدى بنك الخليج ليلى القطامي، والتي علقت على رعاية العرض قائلة: «يسرنا التعاون مع المركز العلمي لإقامة عروض «بشارة فتح الخير» خلال شهر فبراير، الذي تحتفل خلاله الكويت بالعيد الوطني وعيد التحرير»، مضيفة: يولي بنك الخليج أهمية كبيرة للمبادرات التعليمية والثقافية وذلك من خلال استراتيجية المسؤولية الاجتماعية التي يتبناها، ولعل هذه العروض تأتي في صميم ذلك الأمر، حيث تسلط الضوء على بوم فتح الخير الذي يروي جزءا من قصة التراث البحري الكويتي، وأهميته بالنسبة للكويت.
هذا العرض الذي يقام في المركز العلمي هو الأول من نوعه ويتميز بالمؤثرات الصوتية والبصرية، بالإضافة إلى التمثيل الحي على متن بوم فتح الخير، كما يشتمل على الغناء والتمثيل والفلكلور مع استعراض البوم بمشاركة فرقة المعيوف الشعبية و«صلوا على النبي» مع استعراض شعبي شد الأنظار إلى التراث القديم، على وقع «أوه يامال» و«البطالي باع كوته» و«ليلي يا بعد ليل» إضافة إلى الأغاني الشعبية التي تعبر عن الولاء للكويت الوطن.