عزيزي المواطن هل تسمح لي بالسؤال التالي، هل أنت قدوة في تطبيق مفاهيم المواطنة الصالحة، هل لديك امكانيات لتكون قدوة في مجتمع يتطلع الى تنمية مستدامة، ماهو دورك المحرك في عجلة التنمية، كيف يمكن لك المشاركة في اي جهد ولو كان بسيطا تترك اثرك فيه لاسرتك ولمجتمعك ولمن يأتون بعدك.
اسئلة احاول ان اجاوب عنها شخصيا ولم استطع لانني باختصار لم اعرض الامر على نفسي من قبل وحاولت أن اقرأ في مواصفات المواطنة الصالحة وتوصلت الى معادلة بسيطة جدا اسمح لي ان اشاركك فيها.
إن معادلة المواطنة تبدأ بالتعبير عن ولائك لبلادك وهو معنى كبير وممارساته كثيرة ومتعددة على رأسها ان تحترم دستورها وقوانينها، وان لم يكن عليك رقيب غير الله عز وجل، فلا تنجو بنفسك إن استطعت كسر القانون بالواسطة او بالرشوة او بأية طريقة تتاح لك، فارفضها احتراما لبلدك وانتمائها لممارسات الفضيلة والخلق.
فانت سيد السلطات في ذاتك وكلنا كمواطنين مصدر السلطة حكاما ومحكومين واحترامنا للدستور وولاؤنا لبلدنا هو اساس العقد الاجتماعي الذي تقوم عليه جميع الاوطان، فنظام الغاب ليس انسانيا والانانية هدامة والحرية قيد يرتضيه الانسان اختيارا.
ثم اليك المكون الثاني في المعادلة، وهو العقيدة الراسخة بانك زائل ولا يبقى الا اثرك فليكن اثر خير ودالة على وطنيتك، فاستبق الخيرات واعمل صالحا ولا تكن معول شر او هدم او فتنة، عش بأخلاق الخير وفضائل الرحمة والانسانية لتساهم في مجتمع متسامح رحيم يقبل الرأي الآخر ولا يصنفه ويقبل الاختلاف ويدير الخلاف بطريقة المكسب للجميع.
وليكن عمرك المديد بإذن الله خدمة لبلدك ولاهلك واقربائك ستنمو بالعطاء وتكبر بالخير وممارساته، فسماؤنا اوطاننا فالوطن للجميع. ابتعد عن التصنيف والتمييز والعنصرية والقبلية ستجد نفسك عالما كبيرا وقلبا رحيما ومحبا ومتسامحا.
اجعل من قوتك قوة لوطنك، اجعل رزقك حلالا وانفاقك طاعة لم اسمع عن التبرعات الا في الاعمال الخيرية وترميم بعض المستشفيات او المدارس او التبرع بإنشائها او عدد من المساجد، ليكن هناك مجال من اموالك لدعم الكويت.
وأتمنى ان يكون هناك صندوق وطني من اموال الشعب للوطن وان كان ذلك الوطن غنيا وله مصادر دخل غنية ليضاف اليه دخل تطوعي من مواطنيه لدعم مشاريعه ونفقاته، وان كنت محدود الدخل ساهم بساعات تطوعية من خبرتك وعلمك ووقتك وهذا ابسط شيء يمكن ان تعبر به عن مواطنتك الصالحة.
اما المكون الاخير وليس الآخر هو صناعة الاهداف، اصنع اهدافا سنوية وانشغل بتحقيقها ستجد ان اثرها ليس عليك وحدك ولا على اسرتك بل على وطنك، الوقت واستثماره هو مكون المعادلة الرابحة في المواطنة الصالحة سيبعدك عن اللغو واللهو والتشتت ستدرك معه أن اليوم لا يكفي والاسبوع والشهر يمضي ولديك الكثير لتحققه.
ولتكن اهدافك شخصية واسرية ومجتمعية بل وحتى عالمية لانك انسان في مجمع الكرة الارضية فستجد الابتكار والاختراع من شخص ما يعم اثره عليك انت اينما كنت لذلك خطط اهدافا ولا تقف عن قلة الامكانيات فالخطط في رأسك انت، وبالاجتهاد ستقترب من الامكانات التي ستساعدك حتما.
تخيل وانت في رحلة البحث عن تحقيق اهدافك كم ستكون مشغولا وعازما على الوصول الى الهدف فلن يبقى وقت لتهدره ولا امكانيات ولا فرص لا تستغل وتفحص وتختبر وهذه الرحلة بفحص كل شيء مشروطا بان تكون سليم العقل والجسد.
فاحرص على صحتك وصحة مجتمعك ووطنك فالرحلة قاسية ولكنها ممتعة لا وقت فيها للزعل او العتب او الحزن فالوقت يمضى ولدينا اهداف، اهداف الخير لنا جميعا، ما أروع تلك النفسية وذلك الخيال، ما رأيك؟ لا تتهمني بالمثالية ارجوك بل اسعى جاهدا ان تختبر المعادلة ثم سنلتقي يوما وصارحني بنتائج التجربة.
والله ولي التوفيق،،