أيام زمان عرفنا «البوتين» وتأثرنا به، وكنا متمسكين بلبس «البوتين» الابيض ـ تذكرونه ـ خاصة للمدرسة من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية وهو «الحذاء» الخفيف المريح العملي الذي يساعدك على التحمل في جميع الاجواء الا في حالة الامطار! وكلمة «بوتين» تعني باللغة «البوط»، نوع من الاحذية تغطي القدم والساق، نعم اتذكر ايضا انتشر «البوتين» الذي كان يحمي الساق والقدم معا واكثر لاعبي كرة السلة زمان كانوا يلبسون هذا الحذاء الذي يساعدهم على الحركة السريعة والدوران والقفز ويحمي الساق من الاصابات! وايضا «البوت» هو نظام اقتصادي متعارف عليه في الدول الاستثمارية تلجأ اليه هذه الدول بالاستعانة في استثمار القطاع الخاص لإقامة مشاريع البنى التحتية الاساسية للحصول على حق استغلال المرفق «المشروع» لفترة زمنية محددة بموجب عقود الامتياز تمكن المستثمر من استعادة التكاليف وسداد القروض وتوزيع الارباح على المساهمين، وعليه يجب ان يعيد المستثمر المرفق في نهاية فترة الامتياز على ان يكون في حالة جيدة صالحة للعمل والتشغيل، وقد استخدمت جمهورية مصر العربية نظام «البوت» في إنشاء شبكة مترو الأنفاق!
وتعني كلمة «بوتين» في المعجم الوسيط «بوتين انترناشيونال وهو دليل سنوي اقتصادي للشركات الرئيسية في العالم»!
وبالعودة الى ايام زمان التي كنا «مغرمين» بلبس البوتين الابيض في الملاعب والساحات لأنه يساعدنا على الحركة، خاصة ان ارضية الملاعب كانت رملية سواء بالمدارس او بالفرجان (الحارات)، وكنا اتذكر لا نلبس البوتين في صالات الالعاب لأنها كانت لا تساعدنا على الحركة لأن ارضياتها من «الخشب»! عموما هذه الاحذية التي نشاهدها اليوم بشكلها الجميل وألوانها الزاهية اصبحت «موضة» عند الرجال والنساء، واعتقد انها غالية الثمن، في حين كان «البوتين» زمان لا يكلف حتى دينارا واحدا! واليوم نشاهده في الاسواق ومحلات الاحذية مسعّرا بمبلغ وقدره، ويصل احيانا الى 25 دينارا حسب المصنعية!
هذه هي قصة «بوتين».. ابيض ـ چوتي ـ الرياضة زمان في الستينيات والذي اختفى وظهر لنا في هذا الزمان بحلة جديدة غالية الثمن واصبح الناس «يلبسونه» للكشخة! الله يا ايام زمان وساحات زمان وملاعب زمان ونفسيات اهل زمان، نحن بحاجة الى العودة بالذاكرة لمسلسل «درب الزلق» عندما اشتغل «حسينوه» بتجارة «البوتين» الابيض، ولكن اتضح له ان البضاعة كان نفس «الطبجة» مثل ـ مثل وطاحت البضاعة والتجارة وخسر سعد وحسين اعيال العاقول تجارتهم بسبب الغش التجاري! تذكرتوا البوتين ايام زمان يا زين زمان!