باهي أبوالعلا
ساهم التراجع الكبير الذي سجلته الليرة التركية خلال الفترة الماضية في تغيير خارطة وخطط السفر لكثير من المواطنين الكويتيين هذا الصيف، لتكون تركيا هي الوجهة الأولى بسبب انخفاض تكاليف السفر الناجم عن تراجع الليرة أمام الدينار بأكثر من 20% يقابلها بلوغ التضخم مستويات 10%، وهو ما سيوفر الكثير من الأموال ويعطي متسعا أكبر للتسوق والإنفاق خلال رحلة هذا الصيف.
مواطنون استطلعت «الأنباء» آراءهم أكدوا أن تركيا ستكون الواجهة الأولى لهم هذا العام خاصة ان أسعارها مناسبة وتعد من أرخص الدول للسياحة مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية إضافة إلى بعض الوجهات العربية.
وأشاروا الى ان هناك عددا من المزايا في السفر الى تركيا منها قرب المسافة إضافة إلى الأكل الحلال وكذلك تنوع الأماكن التي يمكن زيارتها هناك من أماكن تراثية وتاريخية بالاضافة إلى السواحل التي تتمتع بها البلاد.
تركيا وجهة مفضلة
وقال مدير مكتب امبريال جروب للسفريات شريف زايد ان المواطنين يفضلون تركيا كالواجهة الأولى للسفر، متوقعا ان تزداد نسبة الحجوزات الخاصة بها بعد هبوط عملتها بشكل كبير مما سيساهم في زيادة أعداد المسافرين إليها.
وأكد زايد ان أسعار الفائدة تتراوح بين 2 و10% التي يقوم المكتب بتزويدها على العمولة، حيث ان المكاتب تستهلك مصاريف أكثر من الحجوزات الإلكترونية.
وأضاف زايد ان الحجوزات الإلكترونية أثرت بنسبة طفيفة على المكاتب لا تتجاوز 20% لأن معظم الناس يفضلون الحجز عن طريق المكتب للتأكد من صحة الحجز وتوافر خدمات لا يستطيع الحجز الإلكتروني توفيرها مثل الرحلات الجماعية وحجوزات الفنادق.
وأكد مدير مكتب الجابرية للسفريات، احمد ياسر ان الوجهات المفضلة للمواطنين اختلفت وتباينت ولكن أوروبا ما زالت هي الوجهة المفضلة للكثير منهم وأصبحت تركيا الأكثر تداولا لقضاء العطلات خاصة أن عملتها تعد أرخص مقارنة باليورو والجنيه الإسترليني.
وأضاف ياسر أن الإقبال على السفر قل بنسبة كبيرة تجاوزت اكثر من 40% عن العام الماضي خاصة مع حلول شهر رمضان في منتصف العطلات مما جعل الكثير منهم يفضل قضاء الشهر الفضيل في الكويت.
انتعاش الحجوزات
وأكد مدير مكتب الركن اليماني للسفريات أحمد الخواجة ان أسعار تذاكر الطيران انخفضت هذا الموسم، وذلك أدى الى انتعاش السوق قليلا في الفترة الحالية مقارنة مع العام الماضي، وذلك لأن فترات العطلة الصيفية أصبحت أطول مما ساهم في إقبال أكبر من المسافرين، مضيفا في الوقت ذاته ان المبيعات في المكاتب ازدادت بنسبة ضئيلة تتراوح بين 20 و30%.
وأضاف الخواجة ان وجهات السفر تنوعت واختلفت بين المواطنين الذين ابدى الكثير منهم اهتمامه بالسفر الى الدول الاسكندنافية مثل السويد والدنمارك والنرويج وفي المقابل تستحوذ لندن على النسبة الأكبر من الكويتيين وتقدر بـ 40% خاصة مع امتلاك الكثير منهم استثمارات وعقارات هناك.
ونوه الخواجة الى ان أستراليا أصبحت واجهة مفضلة ايضا للكثير من المواطنين الذين يفضل الكثير منهم الذهاب من خلال رحلات للغابات واستكشاف القارة.
وكشف الخواجة عن إغلاق أكثر من 200 مكتب للطيران من إجمالي 700 مكتب بعد أن أصبح انتشارها غير صحي وأدى قلة المبيعات الى إغلاقها.
الكويتيون الأكثر إنفاقاً في تركيا
ويشكل الانخفاض الكبير في الليرة التركية أمام الدينار الكويتي الفائدة الوحيدة للسياح الكويتيين، حيث يعد الكويتيون من بين الأكثر إنفاقا في تركيا، حيث يبلغ عدد المواطنين الكويتيين الذين زاروا تركيا في العام الماضي 180 ألف سائح و95 ألف شخص في النصف الأول من العام الحالي.
ووفقا لهيئة الإحصاء التركية بلغ إنفاق السياح الكويتيين خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2017 نحو 35.3 مليون ليرة (ما يعادل 10 ملايين دولار)، حيث حقق إنفاق السائحين الكويتيين ارتفاعا بنسبة 29%، حيث يقوم كل شخص بإنفاق ما يقارب ألفي ليرة تركية.
وتشكل اسطنبول وأزمير وبودروم وانطاليا الوجهات التركية الأكثر زيارة من قبل الكويتيين خلال السنوات الماضية، حيث يركز الكويتيون على المناطق التاريخية الإسلامية والأماكن القريبة من الشواطئ كما يتميزون بالبحث عن المناطق الأكثر فخامة مقارنة بغيرهم.
وتهدف تركيا إلى جذب 36 مليون سائح أجنبي خلال العام الحالي 2018 بعائدات تصل إلى 34 مليار دولار، فيما استقبلت خلال العام الماضي 32.4 مليون سائح بعائدات بلغت نحو 26 مليار دولار.
18% تراجع الليرة
سجلت الليرة التركية تراجعا دراميا منذ بداية 2018 وصلت نسبته الى 18% وخلال عام 2017 وحده فقدت الليرة التركية نحو 11% من قيمتها فيما فقدت 30% من قيمتها على مدار منذ عام 2016.
ويأتي التراجع الكبير للعملة التركية بسبب حالة الشد والجذب بين صانعي السياسة النقدية والحكومة حول خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي أثار بواعث قلق في أوساط المستثمرين من أن السياسة النقدية ليست مستقلة تماما في تركيا ما يؤثر سلبا على الليرة.