المتتبع لتاريخ الكويت المكتوب والمنقول شفاهية يصل للعديد من المنعطفات الكبيرة في مراحل حياة هذه الدولة التي تملك تاريخا عظيما سطره رجال جاد الزمان بهم لرفعة شأن هذه الدولة وكأن الله ارسل في كل فترة زمنية رجالا يقومون ويستكملون ما قام به من سبقهم على إدارة شؤون الكويت، ومرورا بحكايات الكويت الكثيرة يبرز للعيان الشاعر ابن لعبون الذي عاش آخر أيامه في الكويت ودفن على شاطئ الخليج فيها بالقرب من مسجد العثمان وذلك ما حدثني به الأديب ورجل الأعمال عبدالعزيز البابطين أطال الله في عمره - وهو أحد أحفاد ابن لعبون من جهة الأم - ابن لعبون أو أمير شعراء النبط - شعر النبط هو مصطلح يطلق على الشعر العامي لشعراء شبه الجزيرة العربية - شاعر فحل ورجل همام مميز بالكثير وأهم صفاته هي غزارة وجزالة أشعاره التي غير من خلالها الكثير من مفاهيم الشعر الحديث، ساهم ابن لعبون في توثيق الكثير من الأحداث في عصره وقد زامن حضوره للكويت قادما من الزبير حكم الشيخ جابر بن عبدالله الصباح أو الشيخ «جابر العيش» كما اشتهر عنه فهو أحد حكام الكويت الذي تميز عصره بالكثير من الأحداث التي لو سردت مفصلة لتعجب منها الكثيرون لما كان له من قوة ومنعة لم يتميز بها الكثير من الحكام في ذاك الزمان وهو من أجار و(زبن) الخائف والمظلوم وأكرم الفقير وحن على أبناء وطنه وأعزهم ولم يعز عليهم، له تاريخ حافل بالمكارم والأخلاق العربية والإسلامية التي تتخذ كمدرسة حقيقية دون زيف، وقد قال ابن لعبون في الشيخ جابر العيش:
أبو صباح ريف ركب معابير
هو زبن مضيوم جلا عن دياره
جابر لنا سدره وحنا عصافير
لا ضيم عصفور لجا في جواره
تغير الزمان ولم يتغير ديدن أهل هذا الوطن ولم يتنكر حكامها للشعب ولا للأرض بل حرصوا ومازالوا يحرصون على أواصر القربى والوحدة وإفشاء السلام بيننا بكل حب، مازال تاريخنا يكتب ونحن رواته وما زالنا نملك القصص ونحن أبطالها ومازلنا على العهد ونحن من يفي به، وها هو والد الجميع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، كالسدرة التي يحتمي بها الجميع وها هو بين السفر والبروتوكولات الدولية والإقليمية والإدارة والتخطيط المستمر والعمل الدؤوب الذي آتى أكله رطبا جنيا ولا يسعنا إلا أن نحمد الله ونشكره على هذا الوطن وهذا الأمان ورغد العيش والطمأنينة التي فقدها الكثير من حولنا، ولو أن محمد بن لعبون حيا لاستأذنته وأعلم أنه سوف يأذن لي بتغير بيته السابق إلى:
«صباح» لنا سدره وحنا عصافير
لا ضيم عصفور لجا في جواره
[email protected]