Note: English translation is not 100% accurate
«يوم آخر» في شوارع بيروت
الاثنين
2006/9/4
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1499
بيروت ــ ندى مفرج
24ساعة في بيروت بين واقعها الهستيري وفتنتها في فيلم «يوم آخر» للمخرجين الزوجين جوانا حاجي توما وخليل جريح. يرصد الفيلم تأثير الحرب على الحاضر من خلال 24 ساعة في بيروت وتتبع حياة الشاب «مالك» الذي يعيش مع امه كلوديا ويعاني مرضاً يجعله ينام حتى يتوقف عن الحركة.
يقنع «مالك» والدته باللجوء الى محام للتصريح عن وفاة ابيه الذي اختفى منذ 15 عاماً إبان الحرب.
وفي «اليوم الآخر» يهرب الى اعماق بيروت وشوارعها ونواديها الليلية بحثا عن حدوث امر ما وربما عن فهم اللحظة التي تمر بسرعة دون ان تحمل معها اي تغيير وبحثا عن حبيبته «زينة» التي تسعى للانفصال عنه.
علاقة «مالك» بحبيبته تشبه العلاقات التي نراها اليوم، فما ان ينهي الاتصال بها حتى يراها، اذ صعب الانفصال في مدينة صغيرة وهما محاصران لا يستطيعان استئجار منزل او الزواج، وكل ليلة يناديهما السهر في الشوارع دون ان يعرفا ما الذي يجرهما اليه.
الفيلم يصور الواقع بقسوة دون ان يجمل المشاهد، ويختبر احاسيس البطل والمتفرج معا.
بينما تبدو التفاصيل معقدة وثقيلة والقضايا موجعة كقضية المفقودين في الحرب التي اصبحت جزءاً من الحياة اليومية.
ويدفعنا الفيلم الى التفكير والغوص في الحالات النفسية والاحاسيس التي تحرك الام المقهورة وعلاقتها بابنها، وكيف يسعى الاولاد للتحرر من الاهل وكيـف يفــرض الاهــل على الاولاد ما يعرفون انهم لن يقبلوا به.
«يوم آخر» فيلم شخصي جدا خرج من المخرجين الزوجين بطريقة عنيفة وفي الوقت نفسه تطرق الى تجربة مستقاة من عائلة خليل حيث حركتهما قصة الخال الذي فقد في الحرب والاحساس بصعوبة العيش بين ماضي الحرب الذي لا يزال ثقيلا ومستقبل لا يزال غامضاً.
واقعية الفيلم جميلة ومباشرة في محاولة لجعل المشاهد يشارك في صناعة المعاني وتركيبها.
وسعى المخرجان الى الخروج من الكليشيهات التي يلصقها الخارج بنا ولا نعترف بها.
وكان المخرجان قدما سوياً عدة افلام روائية ووثائقية منها «خيام» و«رماد».
اقرأ أيضاً