لم نرض عن أداء الوزارات أحيانا، وذلك لكثرة ما نسمع ونشاهد ونتعامل مع بعض الموظفين، وخاصة في الوزارات ذات الطابع الخدمي التي ترتبط بالمراجعين، ودائما ما نحتاج لـ «وجه معرفة» لإنجاز أي مراجعة والتي برغم ذاك تنتهي بتذمرنا، إما لتأخر إنجازها أو لتأجيلها، ولكن وفي المقابل هناك من لا تعرف خلال مراجعة لك ويعطيك عكس كل هذه الظنون بل وأكثر، فلا تخلو الوزارات من أشخاص يعدون البلسم الذي يضفي طعما خاصا للعلاقة بين المراجع والمسؤول، وهو ما حدث معي عندما قصدت مستشفى الفروانية لإنهاء بعض الفحوصات لوالدتي، ورغم كثرة معارفي فيه إلا أنني توجهت دون الاستعانة بصديق وقصدت قسم الجراحة، وللأمانة ومنذ أن قابلت د.ايهاب سعد والذي كان في قمة الرقي والتعامل، حيث ساهم في تخفيف حدة المراجعة وتشابكها وسهل لي الاجراءات، رغم أنني لم افصح عن عملي، ولم استخدم «كرتي السحري» وهو تعريفي بأني صحافي وكاتب، حيث جرت أموري بأحسن مما كنت أتوقع لأعرف بعد ذلك أن هذا الطبيب يتعامل مع الجميع بذات النهج والتعامل.
ولم يتوقف انبهاري من هذا التعامل، حيث انتقلت لطبيب زاد من إعجابي وهو د.عبدالله بهبهاني والذي ما إن توقفت أمام عيادته حتى شاهدت تعامله الراقي مع احد كبار السن الذي جاء مع خادمة الآسيوي، لكن تعامل د.عبدالله اشعرني وكأن هذا المسن هو والده لتتوالى المشاهد أمامي والتي جسدها هذا الطبيب الإنسان والذي كان نموذجا مشرفا لكل طبيب كويتي وضع نصب عينيه أداء هذه الرسالة السامية، حيث لم يغب عن سمعي دعاء ذاك المسن وهو يخرج على كرسيه المتحركة بدعاء للسماء بأن يكثر الله من أمثال د.بهبهاني، ولم تتوقف مشاهد انبهاري في هذا اليوم لأختمه بتعامل جميل من سكرتيرة القسم سمر سمير والتي ذللت كل العراقيل لإنهاء ما جئت من أجله لأعلم ان هذا القسم يزخر بالكفاءات والجهود التي يحق لها أن تكون أنموذجا للعمل الصحي بشكل خاص وللتعامل الحكومي بشكل عام.
وحقيقة الأمر ورغم ذلك خرجت من عندهم وأنا افكر في كتابة هذه المقالة لنقل مشاهداتي والحيرة تراودني فهل انقل لهم أنني صحافي وسأنقل ما شاهدته للقراء أم انقل ذلك دون علمهم وهو الأمر الذي عزمت عليه وليعذرني د.إيهاب ود.عبدالله والأستاذة سمر بنقل نقائهم للقراء دون علمهم، ولكن يحق للجميع أن يفخر بمثل هذه النماذج المشرفة والتي تبتغي رضاء الله فيما تقدم من عمل، وليفخر طاقم مستشفى الفروانية بما يملك من كوادر مسؤولة تزيد من العطاء لخدمة المرضى والمراجعين، وانني على يقين بأن الإدارات والوزارات تملك مثل هذه النماذج المشرفة والتي تعد نماذج مضيئة تستحق الدعم، فلهم الشكر الجزيل وكثر الله من أمثالكم وعساكم على القوة.
[email protected]