أهل الكويت (وأقصد من وصفتهم المادة الأولى من قانون الجنسية الصادر عام 1959) شعب مميز لأنهم نخبة من شعوب المنطقة، رغم اختلاف أعراقهم لكن جمعهم هدف واحد هو«تحدي المستحيل وقانون الطبيعة» بإحياء وطن في مكان ميت، فكان لهم ما أرادوا لأن ما يربط بينهم هو هدف وغاية نبيلة طغت على كل ما يفرقهم ويصنفهم فكانوا قلبا وروحا واحدة بأجساد مختلفة، وحتى أوضح: سأختار جزءا من مكونات الوطن كمثال وهو «الفن» وسأختار أحد إفرازات هذا الفن كمثال أيضا فالكل أعجب وانبسط، بمسلسل «درب الزلق» فكل من عمل به بطل يستحق الشكر والثناء، فلو طلبت منك عزيزي القارئ أن تذكر لي 3 أبطال منهم ستقول: عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي وسعد الفرج.
فمن جمع هؤلاء المختلفين؟ الأول من الشرق والثاني من الغرب «چبله» والثالث من الجنوب «قرية الفنطاس» أعراقهم مختلفة ومذاهبهم مختلفة، مشاكلهم بسبب الفن مختلفة لكن جمعهم الهدف والرباط القوي وهو الفن فأبدعوا واصبحوا أعلاما لهذا الفن في المنطقة، تخيل عزيزي القارئ لو أن أحدهم جمع 9 من أبناء عمه ليمثلوا «درب الزلق» هل ينجح هذا العمل؟
الأسبوع الماضي جرت انتخابات مجموعة من الأندية الرياضية، لكن ما شد انتباه جميع أهل الكويت قوائم وأسماء المرشحين «هذا الشعب المميز والفريد» ينتكس بهذه الطريقة، طريقة وأسلوب غريب على أهل الكويت، فالبعض اعتقد أنها انتخابات فرعية، إنها رياضة يا عالم.. موهبة وفكر وفن وعلم وقوة وتضحية بالمال والوقت، قائمة كاملة من عائلة واحدة، وقائمة أخرى %99 من عائلة واحدة و%1 شخص خواله عائلة %99... حسافة عليك يا رياضة، كنا نعتقد أن المنافسة والاستقطاب والفرز كان بين هذا التاجر وذاك الشيخ، وقليل من الطائفية، لكن «الشق أصبح عود» لا ننسى ولا ننكر جهود والدنا وقائدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، حين عالج هذا الخلل بقاعدة الصوت الواحد حتى نقضي على هذا الاستقطاب والفرز المقيت الذي يقتل الموهبة والإبداع وهي نعمة ربانية لا تنتمي لأي جهة، إن مرافق الدولة، وجمعيات النفع العام ليست شركات مقفلة تعمل بأموال أصحابها.
إن أردتم نتائج ومكاسب في الرياضة فأبرزوا المواهب، واستفيدوا من خبرات أبطال سبقوهم وكانوا أعلاما بالرياضة فلكل عمل «سر للطبخة» ولكل خبرة نكهة، فإذا أردتم عودة «آووه يا الأزرق العب بالساحة»، أبعدوا النعرات الطائفية والقبلية عن الساحة الرياضية، وتذكروا أن الكويت تستاهل كل تضحية، وان فرحة فوز الكويت بأي مسابقة تعيد لنا التفاؤل بالمستقبل، الرياضة في وطنكم أمانة، فهل أنتم للأمانة حافظون؟
[email protected]