استوقفتني مقالة للكاتب والصحافي (مارك تشيرنوف) مترجمة للعربية تحت عنوان «تسعة أمور تدل على سيرك بالاتجاه الخاطئ» يشرح فيها تسعة أخطاء يقع فيها غالب البشر تؤدي الى عرقلة مسيرة حياتهم الشخصية والمهنية والاجتماعية.
لا أود أن اسرد هذه الأمور التسعة جميعها، لكنني سأتكلم عن نقطتين وجدتهما مناسبتين لطرح قضية للنقاش خاصة اننا للتو انتهينا من فرز الأصوات وإعلان الناجحين في الدائرتين الثانية والثالثة، وفق الله من حالفه الحظ وأعانه على تحمل المسؤولية تجاه وطنه ومجتمعه، ولعل في الأمر خيرا لمن لم يحالفه الحظ.
أول هذه النقاط يبرزها الكاتب الأميركي والتي تدل على خطأ في بوصلة مسيرة الإنسان هي ان جميع قراراته اتخذها غيره بالنيابة عنه، وهنا أقول انه من المحزن ان تترك زمام حياتك لغيرك يسوقك كما يحلو له فقط لأنك تعتقد انه العارف بالأمور او لأنه ذو قدرة على (تصفيف الكلام). انت ربان سفينتك فلا تجعل احد يسيرك لمصلحته ويرمي لك فتات مصالحك (افهم تكفا).
النقطة الثانية التي أبرزها الكاتب هي «لا تفعل ما تفعله فقط لأنه آمن»، حيث ان الإنسان الذي لا يتطور ولا يخرج عن دائرة المألوف ولا يرغب بالتغيير يعيش جل عمره بالتردد والخوف والغريب ان الغالب يرى في هذه النقطة السلبية ركيزة أمان له حتى لا يقع في محظور العادات (والسلوم) وكأن العادات تفرض عليه الخوف الدائم وإلغاء عقله وشخصيته وأبسط حق له وهو حرية الاختيار (تكفا افهم).
النقطة الأخيرة (هذي من عندي) من ربط قيمته بثمن وهنا أود ان أقول هذا المثال لكي نعرف الفرق بين القيمة والثمن من منظوري الخاص الذي لا أفرضه على أحد.
هب أنك في صحراء قاحلة ومعك قربة ماء وصرة من الذهب وهاجمك قطاع الطرق وخيروك بين ان يأخذوا منك قربة ماء او ما تحمله من الذهب سوف تجد نفسك مضطرا ان تهبهم كيس الذهب ذي الثمن العالي، ولكن لا قيمة له ان كان الأمر متعلقا بأسباب الحياة في الصحراء والتي تتطلب قربة الماء ذات الثمن البخس والقيمة التي لا تضاهيها قيمة.
أقول اجعل لنفسك قيمة عالية ولا تحط من قدر نفسك حتى تصل الى ان تباع بثمن بخس وهذا الثمن قد يكون ماديا او معاملة او.. او.. أو سمها ما شئت لأن الذي اشتراك لم ولن يحترمك ما حييت (فهمت؟؟).
أدام الله من وجّه بوصلته نحو الاتجاه الصحيح، ولا أدام من أصبح كقطعة ذهب مرمية بالصحراء في عين ظمآن.