كانوا في الفريج ينادونه وهو صغير «كورة بولنج» لأن رأسه «كبير» وأذنه كانت تشبه «الخفاش» وأنفه يشبه مغارة «علي بابا» وجسمه يشبه «العرموطة»، كل تلك الأوصاف كانت سببا في عدم زواجه.
بتلك الكلمات بدأ حديثه معي وهو يضحك، خاصة أن عمره قد تجاوز الخمسين عاما حيث قال:
إن الوحدة قد «قتلتني» أكثر من شكلي! وإن موعد «تقاعدي» قد أصبح قريبا ولهذا السبب قررت أن أذهب إلى دولة تشتهر بعمليات «التجميل» مكلفة جدا وفترتها طويلة ولكنها «تهون» من أجل الزواج ورؤية عيالي من زوجة المستقبل، بدأت أولا بزراعة شعري والذي يشبه «الخور» في الخيران لكي يصبح نفس شعر الممثل يوسف شعبان وبعد ذلك إلى «المغارة» والتي أصبحت بعد التجميل كسلة «السيف».
وهكذا إلى أن انتهيت من التغيير الخارجي فأصبحت إنسانا آخر شبيها للممثل الأميركي «براد پيت» لدرجة أنني لم أعرف نفسي! وبعد تعديل الديكور «الخارجي» خفت كثيرا عند ذهابي إلى المطار ويظنون أني «مزور» جوازي، ولكن عدت ولله الحمد ورجعت إلى الكويت بالسلامة، وعند جوازات المطار قال ضابط الجوازات إن الصورة غير مطابقة لصاحب الجواز فذكرت له الموضوع، فضحك وقال: ما شاء الله صرت «مزيون» وبعد وصولي إلى البيت اعتقدت والدتي الله يحفظها بأنني «حرامي» دخل عليها وصرخت، لكنني هدأت من روعها، ولما سمعت صوتي عرفتني وهدأت وقالت: شنو سويت بنفسك يا وليدي؟ ما شاء عليك صرت وايد حلو والله يرزقك ببنت الحلال وانطبق عليك المثل الذي يقول: عمري إلى الخمسين يخطو مسرعا، والروح ثابتة على العشرين، وأصبح الكل يناديني بالمزيون وانتهت مني عقدة «العرموطة»، وحرصت والدتي على البحث عن بنت الحلال مدة طويلة لأنني أردت مواصفات «خاصة» لزوجة المستقبل وتم تحديد موعد الخطوبة وفرحت كثيرا، وأنا راجع إلى البيت حدث لي حادث قوي جعلني طريح الفراش في مستشفى «الرازي» مدة طويلة، وكما تراني الآن، «يضحك»، رجعت إلى نسختي القديمة وكل التحديث الذي عملته ذهب، بالإضافة إلى أن أسناني «تكسرت» فأصبحت نفس شبك الخط السريع، ولم أعد المزيون بل أصبحت «بزون»!.
وقال: إن العين ما ترحم «بوفهد» وكل شيء ضاع مني الزوجة والأولاد وخسائر عملية التجميل، ولو كنت مازلت مثل العرموطة لما أصابتني العين!
[email protected]